نادى حوالي 500 طفل ينتمون لأزيد من عشرين دولة عبر العالم، مساء الاثنين بالرباط، ببناء مستقبل خال من الصراعات والحروب، تنقشع فيه الغيوم، وتتلون فيه السماء بألوان قوس قزح، ويتسع فيه الفضاء لأحلامهم الوردية الكبيرة الحبلى بموسيقى الطبيعة.
وأعرب الأطفال المشاركون في فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفلكلور الطفل، في نداء للسلام ألقوه بأربع لغات (العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية)، عن تطلعهم إلى سلام يعم كل البطاح، والعيش بأمان واطمئنان، مع العصافير وهي على الأفنان تشدو، مع الفراشات وهي بين الزهور تروح وتغدو، مشرئبين بأعناقهم الصغيرة، وبنظراتهم البريئة، الملأى طموحا وآمالا في المستقبل.
وطالب أطفال العالم من مقر البرلمان المغربي، الكبار بتحويل شعار المهرجان، “أطفال السلام”، إلى حقيقة، فصدحت أصواتهم قائلة “أوقفوا خلافاتكم لبرهة، وأصغوا إلينا! أصغوا إلى ندائنا من أجل السلام، من أجل المحبة، من أجل غد مشرق تنتصر فيه الابتسامة ويعم الوئام”.
وأكدوا أنهم جاؤوا إلى المهرجان الدولي لفلكلور الطفل بثقافاتهم، وقبل كل ذلك بابتسامتهم وتفاؤلهم، من أجل صنع لحظة تعايش بليغة تنتفي فيها تباينات الهوية واللسان، وتذوب فيها اختلافات الأديان والألوان، لينتصر فيها التثاقف والتعايش والتسامح والحوار والسلام والأمان عل الكبار في هذا العالم يستوعبون رسالتهم، ويوسعون لهم حيزا ليعيشوا ويحلموا.
وقبيل توجيه نداء السلام، شهدت ساحة البريد استعراضا للوفود المشاركة رسم البسمة على شفاه المارة بشارع محمد الخامس وسط مدينة الرباط، ولقي منهم تجاوبا كبيرا.
وكانت فعاليات المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت رئاسة الأميرة للا مريم، قد انطلقت مساء الأحد، بساحة باب المريسة بسلا، بحفل متميز نسجت خلاله الوفود المشاركة خيوط المحبة والسلام عبر رقصات وأنغام وأشعار حملت ساكنة سلا وزوارها إلى أزيد من عشرين بلدا من شرق الكرة الأرضية إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، عاكسة غنى وتنوع ثقافات العالم.
ويشارك في المهرجان وفود تمثل دول جورجيا، والمكسيك، وسلوفينيا، وقرغستان، وتركيا، والتايلاند، وأوكرانيا، وأندونيسيا، وفنزويلا، وفرنسا، وإسبانيا، وروسيا الفيدرالية، وروسيا البيضاء، وصربيا، وبولونيا، وماليزيا، والولايات المتحدة، وفلسطين، ومصر، وكوت ديفوار، والغابون، والكونغوبرزافيل، بالإضافة إلى المغرب البلد المنظم لهذه التظاهرة، ممثلا بعدد من الفرق الفولكلورية للأطفال من مختلف جهات المملكة.
وعلى هامش المهرجان، ستشهد الدورة تنظيم سهرات متنوعة بمقر إقامة الوفود للتعارف بين الأطفال وتبادل خبراتهم وثقافات وتقاليد بلدانهم، وكذلك إقامة أنشطة موازية ستشكل فرصة لزيارات الوفود المشاركة لبعض المآثر التاريخية للعدوتين ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.