الجزائر: احتجاجات المناطق ومعالجات موضعية

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان17 ديسمبر 2014آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الجزائر: احتجاجات المناطق ومعالجات موضعية
الجزائر: احتجاجات المناطق ومعالجات موضعية

تنذر الاحتجاجات والتظاهرات المتفرقة، جغرافياً وزمنياً، في الجزائر بانتفاضة شبيهة بتلك التي وقعت في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 1988، وأدت إلى إقرار دستور شباط (فبراير) 1989 في مرحلة أولى، وأكثر من عشر سنوات دماء في صراع بين قوى مختلفة، حول مصير الدولة الجزائرية، وحول توجهات شعبها في مرحلة ثانية، تلك المرحلة التي بقي بعض من أوزارها كحرب أهلية، لا تزال مؤثرة إلى الآن، ولها تبعاتها عبر مسارين، الأول: الفساد من منطلق أنه أصبح ثقافة عامة، والثاني: الإرهاب من حيث نخره المجتمع، وهوعلى قلّته مرشح للعودة، ما لم يتم الاعتراف به أو إدماج عناصره السياسية والعسكرية السابقة في أجهزة الدولة ومؤسساتها.
التوقع السابق لا يأتي من تأثر الجزائر بالمناخ السياسي العربي العام، ولا حتى من التفاعل مع الجيران، سلباً مع ليبيا لجهة رفض العنف الدموي هناك، وإيجاباً مع تونس من خلال تجربتها الراهنة، ولا هو تقييم لما يمكن أن تسفر عنه أخطار استمرار غلق الحدود مع المغرب، ولا رفض للهجرة الإفريقية التي غزت المدن الجزائرية الكبرى في الشمال وليس فقط في مدن الجنوب، حيث الحدود مفتوحة على الصحراء الإفريقية الشاسعة. الانتفاضة، إن حصلت، لن تكون وليدة عوامل خارجية، لأن أسباب الدَّفع الداخلية، كفيلة بتوجيه البلاد نحو انزلاقات - لا يرغب فيها معظم الجزائريين - لكن تفرضها الحاجات المعيشية والاقتصادية للناس، وما يتبعها من حاجات أخرى لعامل الزمن فيها تأثير خاص، وتفرضها أيضاً دوافع سياسية، ربما من أهمها البحث عن علاج للدولة الجزائرية يشفيها بعد مرضها بمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على رغم تعامل السلطات بسياسة الاستجابة الفورية للمطالب الشعبية، كلما بلغ التحدي درجته القصوى، كما حصل في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مدينة تقرت (في الجنوب الشرقي)، والتي تبعد عن العاصمة بـ 620 كلم.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق