ماذا تخبئ إسرائيل للجزائر؟

قال مارك راجيف، الناطق الرسمي باسم حكومة الإرهاب اليهودي في فلسطين المحتلة، إن حكومته تعتبر الدعم الذي قدمته الجزائر للشعب الفلسطيني في غزة عملا عدوانيا ودعما لمنظمة إرهابية. وهو تصريح بالغ الخطورة في مضمونه وفي توقيته، فكل يهودي وكل إنسان على وجه الأرض يعرف موقف الجزائر وشعبها بتأييد الشعب الجزائري وكل حركات التحرر من الاستعمار منذ أن استقلت الجزائر وحتى تتم تصفية الاستعمار بكل أشكاله الاستيطانية وغير الاستيطانية. فما معنى هذا التصريح الآن؟
 يعرف الباحثون في التاريخ أن البربر جاؤوا إلى شمال إفريقيا بعد أن قام داوود بقتل ملك البربر الكنعاني جالوت. فتركوا أرض فلسطين إلى شمال إفريقيا، ومع الزمن تسامح البربر والجزائريون وعموم أهل المغرب العربي. واحتضنوا اليهود وسمحوا لهم بالعيش في سلام وأمان، وخاصة في تلمسان، إلا أنهم أرادوا التسلل إلى غربي إفريقيا ومحاصرة المغرب العربي، فتصدى لهم عبد الكريم المغيلي في ثمنطيط بولاية أدرار اليوم.. لكن اليهود يثبتون في كل مناسبة أن مشكلتهم في يهوديتهم  نفسها وعقلهم المصرفي.
  فمن المعروف أن اليهود هم الذين تواطؤوا وسهلوا  لفرنسا احتلال الجزائر ثم انضموا إلى الجنسية الفرنسية الاستعمارية وشاركوا بقوة المستوطن الفرنسي في نهب المواطن الجزائري وإذلاله. وقد صاروا قوة استعمارية صرفة. وفي فترة الحرب العالمية الأولى أصدر المستوطنون الأوروبيون في الجزائر جريدة  ضد اليهود تحت اسم “أنتي جويف” تعبيرا عن عنصريتهم ضد اليهود واليهودية، ولم يفعل الجزائريون ذلك، لكن اليهود هاجموا الجزائريين في قسنطينة في ثلاثينيات القرن العشرين.
 وفي الثورة الجزائرية كان الموساد يتعقب المجاهدين الجزائريين وجيش التحرير الوطني الجزائري وجبهة التحرير الوطني الجزائري ويقوم بعمليات استخبارية لصالح المخابرات الفرنسية وجيش الاحتلال الفرنسي الذي تجرأ وأصدر عام 1958 بيانا أنه وإسرائيل والجيش الإسرائيلي إخوة في خندق واحد.
 وما إن أعلن استقلال الجزائر حتى بلغت الوقاحة اليهودية والاستهانة الإسرائيلية بالجزائريين بأن أرسلت إسرائيل برقية اعتراف بالدولة الجزائرية فرفض الرئيس أحمد بن بلة استلام هذه البرقية.
 وفي ثمانينات القرن الماضي اعتدت إسرائيل على أحد الموانئ الجزائرية. وفي تسعينيات القرن الماضي ضبطت المصالح الجزائرية باخرة تحمل أسلحة إسرائيلية إلى أحد الأحزاب الجزائرية، وفي ذات الفترة حاولت مجموعة من الأشخاص تكوين جمعية للعلاقات الجزائرية الإسرائيلية، حيث اعتقدت أن الجزائر تنهار وتلك فرصتهم.
ويبدو أن إسرائيل تشارك بطريقة ما في المخطط الذي  يعد للجزائر في هذه الفترة، حيث اشتعلت حدودها بالتزامن مع حركات بعض الناس في الداخل وتحرك اليهود ضد الجزائريين في فرنسا الذين أعربوا عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية في غزة وبطولاتها ضد جيش الاحتلال الاستيطاني اليهودي الحليف التاريخي لجيش الاحتلال الاستيطاني الفرنسي.  
لا يحتاج الموضوع إلى كثير من الذكاء لمعرفة أن إسرائيل تمهد لحملة إعلامية وسياسية تتهم فيها الجزائر بمساندة الإرهاب وقد فعلت ذلك مع قطر أكثر الدول العربية علاقة معها بعد مصر والأردن.. وذلك لعودة الملف الفلسطيني بالكامل إلى مصر كما كان الحال زمن مبارك والذي سحبته غزة بصمودها الأسطوري نهائيا من يد النظام المصري الذي جرب الاستفراد به. وظلت للجزائر كلمتها ليس فقط عند الفلسطينيين بكافة فصائلهم بل وعند كثير من دول العالم وحتى الأمم المتحدة التي تمكنت الجزائر من تحريكها نحو بث الموضوع الفلسطيني برمته لإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع، والتي لا بد من أن تقام في أقرب وقت. فقد استهلكت الألاعيب الإسرائيلية نفسها، فللجزائر كلمتها في العالم وهي تدعم جهارا نهارا حركات التحرر للشعوب. ونتيجة هذا الدعم تحررت دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، تشكل الآن، ومنها دولة فلسطين، معظم الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتزايد أهميتها في المشهد الدولي. أما إسرائيل وحكومة السفاح نتنياهو الذي ينطق راجيف باسمها فهي التي تتراجع. وما هذه الحرب في غزة بما فيها تصريحات راجيف  وسيده نتنياهو إلا صفير الخائف الذي وجد نفسه وحيدا في الظلام.
“الشروق” الجزائرية

اقرأ أيضا

السغروشني تعرض حصيلة التحول الرقمي للمملكة لسنة 2024

عرضت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، حصيلة التحول الرقمي والتكنولوجي للمملكة سنة 2024. وأوضحت وزيرة …

يهم النقل عبر التطبيقات الذكية.. مقترح قانون على طاولة لجنة برلمانية

أحيل مقترح قانون يتعلق بمدونة السير على الطرق، على لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة بمجلس النواب.

الجزائر

خوفا من عودة الحراك الشعبي.. تبون يحاول التشويش على حملة “مانيش راضي”

في محاولة غبية للتشويش على حملة “مانيش راضي”، الذي اجتاح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، التي أطلقها النشطاء للتعبير عن سخطهم عن النظام الحاكم في الجارة الشرقية، ما يذكر بالحراك الشعبي،

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *