ما زلنا ومنذ 47 عاما نسدد فواتير استرداد سيناء وازالة آثار عدوان 1967:
كانت الفاتورة الاولي بعد العدوان مباشرة، عندما قبلنا قرار مجلس الامن رقم 242، الذي كان بمثابة اول اعتراف رسمي عربي بحق اسرائيل في الوجود في حدود ما قبل 5 يونيو .
وكانت الفاتورة الثانية في 18 يناير 1974، في مفاوضات فض الاشتباك الأول، عندما قبلنا سحب معظم قواتنا التي عبرت في 6 اكتوبر، واعادتها مرة اخرى إلى غرب القناة مقابل انسحاب القوات الصهيونية ، التي قامت بثغرة الدفرسوار، إلى شرق القناة .
وكانت الفاتورة الثالثة هي قبولنا بدخول مراقبين امريكيين لاول مرة إلى سيناء بموجب اتفاقية فض الاشتباك الثاني الموقعة في اول سبتمبر 1975.
وكانت الفاتورة الرابعة هي قبولنا بنزع سلاح ثلثي سيناء بموجب الترتيبات الامنية الواردة في اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة 1979، وقبولنا بوجود قوات اجنبية لمراقبتنا في سيناء، تعرف باسم قوات متعددة الجنسية، لا تخضع للامم المتحدة، 40 % منها قوات امريكية، وباقي القوات من حلفائها، وتخضع كلها لقيادة مدنية امريكية .
وكانت الفاتورة الخامسة هي تنازلنا للعدو الصهيوني عن 78 % من فلسطين بموجب اعترافنا بشرعية دولة اسرائيل وحقها في الوجود على ارض فلسطين المغتصبة منذ 1948 .
وكانت الفاتورة السادسة هي انسحابنا من التحالف العربي المشترك ضد العدو الصهيوني، لنتركه ينفرد بباقي الاقطار العربية، ويعيد ترتيب المنطقة كما يريد .
وكانت الفاتورة السابعة هي خضوعنا الكامل للولايات المتحدة، واعطاءها 99 % من اوراق ادارة الصراع، وإدخالها مصر من اوسع ابوابها، واعادة صياغة النظام المصري عسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على مقاس الاجندة الامريكية .
وكانت الفاتورة الثامنة هي الدور المصري في الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية لاجبارها على التنازل عن فلسطين والاعتراف باسرائيل، وذلك بعد العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982 وما ترتب عليه من اخراج القوات الفلسطينية إلى المنفي، ثم استدراجها إلى توقيع اتفاقيات اوسلو عام 1993 .
وكانت الفاتورة التاسعة هي قيادة مصر لعملية تعريب التسوية في المنطقة، والصلح مع (اسرائيل) والاعتراف بها والتطبيع معها، والذي تم تتويجه بمبادرة السلام العربية في عام 2002 .
وكانت الفاتورة العاشرة هي اعطاء الشرعية للوجود الامريكي العسكري في الخليج العربي عام 1991 ، بمشاركتنا بقوات مصرية مع قوات ما سمي حينذاك بالتحالف الدولي .
وكانت الفاتورة الحادية عشر هي تقديم تسهيلات لوجيستية للامريكان في عدوانهم علي العراق 2003/2014، بالسماح لسفنهم الحربية بعبور قناة السويس، وطائراتهم الحربية بالمرور في اجوائنا الجوية .
وكانت الفاتورة الثانية عشر هي الصمت المبين أمام الاعتداءات الصهيونية المتكررة على فلسطين ولبنان، وتهويد والقدس وبناء مزيد من المستوطنات.
وكانت الفاتورة الثالثة عشر هي المشاركة في حصار غزة، بإغلاق معبر رفح، لإخضاع إرادة المقاومة وإرغامها على الدخول في عملية التسوية والاعتراف باسرائيل والتنازل عن فلسطين والقاء سلاحها .
وكانت الفاتورة الرابعة عشر هي العمل، على امتداد 40 عاما، علي مطاردة وتصفية كل القوي الوطنية المصرية المعادية لإسرائيل وأمريكا، والداعمة لفلسطين.
وكانت الفاتورة الخامسة عشر هي الحماية الامريكية والدولية للنظام المصري الحإلى، لانه حامي “السلام والاستقرار في الشرق الاوسط “. وهو الاسم الحركي لـ “أمن اسرائيل”.
أما الفاتورة السادسة عشر فهي تواطؤ العالم الغربي مع الأنظمة العربية ضد الثورة المصرية، لإجهاضها أو احتوائها، وعدم السماح لها أبدا بالخروج عن الخطوط الحمراء المقدسة الثلاثة: التحالف العسكري مع الأمريكان، الالتزام بالمعاهدة مع إسرائيل، استمرار اقتصاد الاستغلال والتبعية المسمي باقتصاد السوق.
***
وبالطبع لم تكن مصر الرسمية وحدها في هذا الانحياز والالتزام الكامل بتعليمات الخواجة الامريكي، بل كانت معها وبدرجات متفاوتة وكتفا بكتف باقي الدول العربية “الشقيقة” .
ولم تكن هذه هي كل الفواتير التي قمنا بسدادها ولا نزال ، فالقائمة تطول .
***
والإدارة المصرية نفسها، لم تنكر ابدا هذه التوجهات والسياسات، بل هي تمارسها في السر والعلن ، مبررة مواقفها علي الدوام بانها انما تقوم بذلك حماية للامن القومي المصري، و انها لا ترغب في التورط مرة اخرى في حروب لا تعنيها، ولا تخصها، قد تفقدها سيناء مرة اخرى، وتعرضها لعقوبات وغضب من المجتمع الدولي لا قبل لها به. وانها لا تستطيع ان تواجه امريكا كقوة عظمى، وليس امامها الا التحالف معها والانحياز لمشروعها .
وهذا كلام باطل يراد به باطل، فلقد كان بمقدورنا ان نسترد سيناء بمواصلة القتال بعد 1973 بلا فواتير أو تنازلات، وكان بمقدورنا ان نقود ونطور وندعم خط المقاومة العربية إلى أن نحقق التحرير والاستقلال الكامل كما فعلت كل الأمم والشعوب المحترمة .
ولكن استردادنا لسيناء عن طريق الصلح مع العدو الصهيوني وتحت رعاية العدو الامريكي ، كان له أثمان غإلىة وفواتير لا تنتهي .
ويا ليتنا استرددناها كاملة، بل عادت إلىنا منزوعة السلاح ، منزوعة السيادة.
وكما قال شيوخنا منذ 30 عاما ، لقد أخذنا نحن سيناء ، واخذوا هم مصر كلها .
اقرأ أيضا
خريطة المملكة وزخم اقتصادي.. صوصي علوي لـ”مشاهد24″: هذه دلالات الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا
"المغرب وفرنسا يكتبان فصلاً جديداً في العلاقات التاريخية بمنطق جديد". هذا ما خلُصت إليه قراءات عدد من المراقبين، ووسائل إعلام أجنبية. ويبدو أن هذه الخلاصة قد تكوّنت بعد أن وثّقت عدسات الكاميرات الاستقبال الكبير الذي خصصه الملك محمد السادس لـ"ضيف المغرب"، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزخم الاتفاقيات الموقعة بقيمة 10 مليارات يورو، تشمل مجالات متعددة ذات أهمية استراتيجية لكلا الطرفين، إلى جانب مباحثات همت مجموعة من القطاعات.
مباحثات عسكرية بين المغرب وفرنسا
تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، استقبل عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، اليوم الثلاثاء بمقر هذه الإدارة، سيباستيان لوكورني، وزير الجيوش وقدماء المحاربين بالجمهورية الفرنسية، مرفوقا بمستشاره الدبلوماسي، والملحق العسكري لدى سفارة فرنسا بالرباط.
في بولندا.. جثة تسقط من سيارة إلى وسط الشارع
بحادثة صادمة وقعت في بولندا، سقطت جثة من سيارة لنقل الموتى وسط الطريق، مما أجبر …