لأني لا أبحث عن أحد،
ذهلت حين وجدتك
على الآلة الكاتبة السرية في قاعي
أضرب لك رسائل الحب المغفلة من التوقيع
لا أريد حباً مدججاً بالوعود الكبيرة كبيان وزاري
مزيّناً بالآمال المستقبلية كالمارشات العسكرية..
عصفور ينقر حبة قمح من يدك
ثم يعاود طيرانه في المدى… هكذا الحب
لحظة فرح كونية هاربة، كنجم اشتعل ثم هوى.
***
لا تتنصل ممن أحببتَ قبلي، وستحب بعدي
واعطنا حبنا كفاف يومنا،
لحظة صدق عابرة تدوم أطول من عمرٍ من الأكاذيب المرصّعة!
***
بلا وجل، أمدّ يدي إلى صدرك
وأثقب قلبك بمخلبي
ليهطل دمك البنفسجي على ورقتي
وتولد النجوم والفراشات والقصائد..
ما الذي يبقى من قصص الحب غير الحب على ورق الرسائل؟
ما الذي يخلد أكثر من “حبر على ورق” يتندرون به؟
ومن قال إن الجسد أكثر حقيقة من الظل؟
***
قلبي ممتلئ بحضورك وأنت غائب،
وأنا محاطة بالحاضري – الغائبين في السهرة.
تسيل فوقي أصواتهم وألوانهم مطراً خارج زجاج نافذة منيعة،
ويهطل حضورك من جلدي إلى قاعي…
***
أحب الكلمات التي كادت أن تُقال بيننا،
ثم امتنعنا عن إطلاقها إلى العدم،
واحتفظنا بها أسماكاً ملوّنة مضيئة داخل دورتنا الدموية…
وها أنا أتأمل أصابعي وأنا أكتب رسالة لك
تتحول إلى خمسة عصافير
وتطير..