أظهرت دراسة حديثة أن سويسرا شهدت ارتفاعا كبيرا للغاية في عدد المرضى المصابين بأمراض خطيرة والذين يسافرون إليها بقصد الانتحار بمساعدة آخرين في صورة من صور القتل الرحيم عن طريق ما يعرف باسم “سياحة الانتحار”.
وتم نشر الدراسة في صحيفة “جورنال أوف ميديكال إيثيكس ” البريطانية. وخلال هذه الدراسة قام العلماء بمعهد الطب الشرعي في زيورخ بفحص بيانات 611 شخصا ممَن قدموا إلى سويسرا بغرض تلقي مساعدة للانتحار بين عامي في 2008 و2012. وتبين من ذلك أن 286 منهم جاءوا من ألمانيا، و126 من بريطانيا و66 من فرنسا.
وذكر الباحثون أن ظاهرة “سياحة الانتحار” في هذه البلدان تثير جدلا سياسيا كبيرا الآن. وأظهرت الدراسة أنه في زيورخ وحدها تضاعف عدد الأجانب الذين يأتون إلى سويسرا للانتحار في غضون أربعة أعوام فقط، لافتةً إلى أن نصفهم تقريبا كان يعاني من أمراض عصبية من بينها علي سبيل المثال الشلل والباركنسون (الشلل الرعاش) والتصلب العصبي المتعدد، في حين تأتي الأمراض السرطانية والروماتيزمية في المرتبة التالية بعد تلك الأمراض.
ومقارنة بالدراسات السابقة التي تم إجراؤها في هذا الشأن، ازداد عدد الأشخاص الذين يأتون إلى سويسرا بغرض “سياحة الانتحار” وهم لا يعانون من أمراض خطيرة أو مميتة في الآونة الأخيرة، وذلك وفقاً للباحثين من جامعة زيورخ ومركز العلاج النفسي بمدينة مونسينغن السويسرية.
وأثبتت الدراسة أيضا أن جميع الأشخاص الذين يأتون إلى سويسرا بهذا الغرض، توجهوا إلى منظمة “ديغنيتاس” السويسرية المعنية بالمساعدة على الانتحار والتي يدور حولها جدل كبير في ألمانيا. وتتراوح الفئة العمرية التي تقوم بهذه النوعية من السياحة ما بين 23 و97 عاما، وتصل نسبة النساء بينهم إلي 60 في المائة. وقد تمت مساعدة جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا على الانتحار باستخدام العقاقير المنومة.