«لعبة السيك» من الألعاب التي تشتهر بالمغرب، فتلك اللعبة يقبل عليها النساء بكثرة في شهر رمضان، بعد أداء صلاة التراويح، وهي تدعم التعارف وتعمق الأواصر بين اللاعبين والحضور بغية التسلية والترفيه.
وتنفرد الأقاليم الجنوبية في المغرب بمجموعة من العادات والتقاليد والاحتفاليات الخاصة، وتشكل الألعاب الشعبية دوراً مهماً في تأطير الموروث الثقافي الصحراوي الذي يرتبط بحركات وأناشيد وأغانٍ وإيقاعات شعبية.
وعرف المجتمع الصحراوي كغيره من المجتمعات أنواعاً لا تحصر من الألعاب الشعبية التي تختلف في ما بينهما، من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء ويمارسها الكبار والصغار على حد سواء، للتسلية والترفيه لامتصاص التعب والقلق اليومي.
ويقول الباحث إبراهيم الحيسن عن لعبة السيك إنها من أقدم الألعاب التقليدية وهي من اختصاص النساء أصلاً، لكن الرجال يلعبونها في بعض الحالات مع النساء خصوصاً أثناء أوقات الفراغ. وهي بحسب رأيه تحتاج إلى كثير من الذكاء والدهاء في كيفية تقليب العيدان في اليد ورميها للحصول على نتائج جيدة، مضيفاً أنه يجب على كل فريق من الفرق المتنافسة أن يعين ما يسمى «الشخص المشاي»، وهو المختص في تدبير تصريف المال (الأحجار أو العيدان).
وتتشكل عناصر لعبة «السبيك» بحسب الممارسين من كومة رمال على هيئة ظهر دابة يبلغ طولها 60 سنتيمتراً تسمى «لبرا»، وتتطلب سيكات لممارسة هذه اللعبة، إضافة إلى أدوات تشكل من الحجارة والعيدان الصغيرة أو قطع من القصب يتحرك بها كل فريق على ظهر «لبرا» في اتجاه الفريق الخصم في محاولة لإخراج عناصره من دائرة التنافس. والسيكات هي 8 أعواد يتراوح طولها بين 30 و40 سنتيمتراً ذات وجه مقوس وملون وظهر أملس بلون واحد، على أن «لبرا» تنقسم إلى قسمين متوازيين يتوسطهما خطان من النقاط والحفر كمجال لتحرّك قطع السيك.
وتعتمد لعبة السيك على قواعد لا تسمح بالحركة لأي فرد من لاعبي الفريقين على «لبرا» إلا إذا تمكن من إنجاز رمية تسقط فيها السيكات على جهة واحدة قد تكون الظهر أو الوجه، ليبدأ التنقل بين الحفر على «لبرا» في اتجاه الفريق الخصم، وفقاً لعدد النقاط التي تسجل تبعاً للوضع الذي تتخذه السيكات أثناء اللعب.
ولعل المتأمل لشكل عناصر اللعبة وأدواتها بحسب إبراهيم الحيسن، يلمح التلاقي الواضح بين اللعبة والمحيط الجغرافي ما يضفي عليها شعبية وقيمة اجتماعية. وتعتمد اللعبة على الحظ والحنكة في نقل البيادق ومحاولة نقل الصراع من الخطوط الخلفية إلى الوسط، ومن ثم الهجوم على الخصم في ميدانه والانتقال لتصفية بقية البيادق. والرابح هو من يتمكن في النهاية من تصفية بيادق الخصم.