أشارت دراسة طبية جديدة إلى أن الغضب يمكن أن يغير بنية المخ نفسها، ويعمل على إنتاج الخلايا العصبية في الدماغ، ولوحظ في الاختبارات التي أجريت على الفئران الذكور، أن النشاط في تلك الخلايا العصبية الجديدة استمر مع السلوك العدواني، وهو ما زاد تلك الفئران غضبا، وهذا يشير إلى أن فعل الغضب يجعلنا أكثر غضبا وتستمر الدورة.
وأجرى البحث قسم البيولوجيا العصبية في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، حيث نظروا في التغييرات التي حدثت في أدمغة الفئران ما يدل على السلوك العدواني، مثل مهاجمة الآخرين والفوز في المعارك.
المزيد: الدماغ كبير الحجم لا يعني زيادة الذكاء
ووضع زوج من الفئران في قفص مقسوم إلى قسمين وسمح لهم أن يروا، يسمعوا، ويشموا روائح بعضهما البعض، ولكن ليس في إمكانهم لمس أحدهما الآخر، وفي كل يوم تم إزالة التقسيم في نفس الوقت، ولاحظ العلماء أنهم لم يستغرقا وقتا طويلا للشجار مع أحدهما الآخر، وبعد يومين أو ثلاثة من اللقاءات الصاخبة، تم إعلان الفائز وانفصلا مرة أخرى.
بعد الفوز، أصبحت الفئران المسيطرة أكثر عدوانية، وفي الوقت نفسه، تم الكشف عن خلايا عصبية جديدة في الحصين، وهو واحد من الهياكل الأساسية في الدماغ التي تستخدم في تشكيل الذاكرة طويلة المدى.
ومن المثير للاهتمام، أن الباحثون لاحظوا النشاط في الخلايا العصبية الجديدة في الفئران الغاضبة التي سمح لها بعد ذلك بالاستمرار في القتال.
تفعيل الخلايا الجذعية في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى توليد خلايا عصبية جديدة، والتي هي بحاجة لبناء الشبكات العصبية التي تلعب دوراً أساسياً في الذاكرة، على سبيل المثال، وأظهرت دراسات سابقة أن التعلم أو حتى مواجهة شيئ جديد، يخلق سلسلة من التغيرات الجزيئية في الخلايا العصبية، لإنتاج التحولات الطويلة الأمد في المخ.
وقارن الباحثون في الدراسة الأخيرة أن الحصين واللوزة، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن الخوف والعدوان والقلق، لتتبع تأثير تجربة العدوان على اثنين من الهياكل الرئيسية في آن واحد، وتشير الأدلة السابقة أنه في الفئران العدوانية والنشطة اجتماعياً، يتم إنتاج المزيد من الخلايا العصبية الجديدة في الحصين.
ولاحظ الباحثون زيادة القلق، وتكرار السلوك النمطي وضعف القدرة على التواصل مع الآخرين في الفئران، وأشاروا إلى تماثل تلك الأعراض في البشر.