ندّدت رابطة النساء معيلات الأسر، بالمدّ التكفيريّ الذي يجتاح موريتانيا، وذلك خلال وقفة تضامنية مع رئيسة الرابطة آمنة بنت المختار، أمام قصر العدالة بالعاصمة نواكشوط.
وقد نظمت الرابطة الوقفة الاحتجاجية بالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية الوطنية والجمعيّات النسويّة وبعض النشطاء الشباب، أمس الأوّل.
وأكد المتظاهرون تضامنهم ووقوفهم مع الناشطة الحقوقية البارزة آمنة بنت المختار، كما طالبوا الدولة بضرورة تحمل مسؤولياتها أمام موجة التكفير والإرهاب التي تجتاح البلد، وفق تعبيرهم.
كما طالبوا مجلس الفتوى والمظالم، بتبيان موقفه من الفتاوى التكفيرية التي تطال كلّ من يتبنّى أفكارا ليبرالية أو يوجّه النقد إلى البنى الفكرية التقليدية، مبدين استغرابهم من تساهل السلطات مع المتشددين، وخاصّة من عدم إيقاف المدعو يحظيه ولد داهي، بعد أن أصدر وكيل الجمهورية في حقّه أمرا بذلك.
يشار إلى أنّ الداعية الموريتاني يحظيه ولد داهي، كان قد أصدر فتوى تبيح دم الحقوقية آمنة بنت المختار على إثر مطالبتها بإنصاف سجين متّهم بـ”الإساءة إلى الرسول”.
ورفع المتظاهرون، خاصّة النساء، شعارات مناهضة للقمع باسم الدين، الذي يمارسه التكفيريّون، مذكّرين بما ألحقه المتشدّدون من خسائر جسيمة بالسيادة الوطنية وبالجيش الموريتاني منذ أواخر سنة 2004 في لمغيطي، وما قد ينجر عن وجودهم في البلد، مُذكّرين ببعض النماذج التي شهدتها المنطقة، وخاصة التجربة المالية الّتي أدت إلى شرذمة وتقسيم الدولة المالية وتهديد وجودها.
يذكر أن الجماعات الجهادية نفّذت سنة 2004 في بلدة لمغيطي الموريتانية هجوما مسلحا ضدّ قوات الجيش النظامية، وأعلنت قيادة أركان الجيش آنذاك أن منفّذي الهجوم ينتمون إلى كتيبتي “أبو حفص” و”أبو الحارث”، وهما كتيبتان تابعتان للمدعو مختار بلمختار، أحد قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.
ومن جهتها، ألقت الناشطة الحقوقية لاله عيشه سي، رئيسة تجمع ضحايا 1989، خطابا أكّدت فيه على ضرورة محاربة المتشددين والتصدي لأعمالهم الإرهابية في سبيل تحرير البلاد من التشدد والتطرف الديني، مشيرة إلى أن النساء الناشطات في مجال حقوق الإنسان يتعرّضن أكثر من غيرهنّ إلى التضييق والتكفير.