تشكل أمراض السرطان النسائية هاجسًا كبيرًا لدى معظم النساء في العالم، لاعتبار أن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم هما من أكثر الأمراض شيوعاً في صفوف النسوة.
يعد سرطان عنق الرحم من الامراض السرطانية الأكثر شيوعًا بين النساء لا بل ثاني سرطان يصيب النساء بعد سرطان الثدي. وإذا كانت المتابعة الدورية عبر التصوير الشعاعي للثدي أفضل وسيلة للوقاية من المرض، فإن سرطان عنق الرحم بات يُحارب منذ سنوات عدة عبر لقاح يعطى للنساء والفتيات معاً، منذ عمر الـ 8 سنوات حتى بداية الأربعينيات من العمر.
يعد لقاح سرطان عنق الرحم بمثابة إنجاز طبي هام، كونه يحمي من المرض بنسبة تصل الى مئة في المئة . وأكدت دراسات ذات صلة أن اللقاح في عمر مبكر يجنب الفتيات الاصابة بالمرض في عمر متقدم، أكثر نسبيًا من النساء اللواتي يتلقين اللقاح في عمر متقدم.
يرتبط سرطان عنق الرحم بفيروس البابيلوما (HPV). وينتقل الفيروس الذي يظهر على شكل سلالات متعددة بواسطة العلاقات الجنسية (المهبلية، الفموية والشرجية) عبر التلامس الجلدي، وليس من جراء التعرض لسائل منوي أو دم. لذلك، فإن ممارسة العلاقات الجنسية المحمية وحتى العلاقات التي لا تتضمن ولوجًا، ليس بالضرورة أنها تمنع الفيروس، حيث أن التلامس الجلدي ما زال قائمًا. ومع ذلك من المهم التشديد على أن استخدام الواقي لما يلعب من دور في تقليل انتقال المرض الى الشريك أثناء الممارسة الجنسية. وغالبًا ما يقاوم الجسم الفيروس بنسبة 90 في المئة إلا أنه في بعص الحالات يفشل نظام المناعة بأداء المهمة، ولا تكتشف السيدة الاصابة بالمرض إلا بعد تقدمه .
ماهية اللقاح وطرق تناوله
يتوفر الى اليوم نوعان من اللقاح يفيان بنفس الغرض، يعطى اللقاح على ثلاث دفعات، كحقنة داخل العضل، على مدار نصف سنة. على أن تعطى الجرعة الاولى ثم تليها الجرعة الثانية بعد شهرين من بداية التطعيم ويختتم بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر على موعد بداية تلقي اللقاح.
ويمنع اللقاح سرطان عنق الرحم، كما يمنع ظهور الثاليل الفيروسية والأنواع الأربعة الرئيسية للعدوى المسببة للمرض ( سلالات 16 و 18 التي تسبب حوالي %70 من حالات سرطان عنق الرحم وسلالات 6 و 11 التي تسبب %90 من الثاليل في الأعضاء الجنسية).
تركيبة اللقاح
يتكون اللقاح من مكونات غلاف الفيروس دون الدي.ان.اي (DNA) وهو شحنته الوراثية المسؤولة عن تطور المرض. يقوم الغلاف بتحفيز جهاز المناعة على انتاج أجسام مضادة تدافع عن الجسم في وجه الفيروس في حال الاصابة بالعدوى مستقبلاً. وتتحدث بعض الدراسات عن استمرار فاعلية الطعم لسبع سنوات قادمة إلا أن دراسات أخرى تعتبر أن مفعول اللقاح يستمر الى مدى بعيد.