لا يزال داء الكلب يمثل مشكلة صحية واجتماعية حقيقية في الجزائر، خاصة في المناطق الريفية وشبه الحضرية. وقد تفاقم الوضع خلال الأشهر الأخيرة ما أثار قلقا واسعا بين المواطنين، خاصة بعد تسجيل حالات وفاة وإصابات في عدد من الولايات.
وفي هذا الصدد، فقد طفلان حياتهما مؤخرا بولاية أم البواقي، بعد تعرضهما لعضة من كلب متشرد ومسعور، وأصيب آخرون بجروح، ورغم التكفل العلاجي بالضحايا لكنهما فارقا الحياة متأثرين بخطورة إصابتهما.
وتنتج غالبية الإصابات عن عضّات الكلاب الضالة، حيث يُسجَّل سنوياً في الجزائر آلاف الحالات. وتكمن الصعوبة في ضعف التغطية بلقاحات الكلاب، ونقص الوعي بخطورة المرض.
وأثار تزايد مثل هذه الحوادث حالة من الهلع في الشارع الجزائري، مما دفع جهات عدة إلى المطالبة بتدخل عاجل لإيجاد حلول جذرية تحد من انتشار المرض.
كثير من المواطنين في الجزائر لا يدركون أن داء الكلب مميت بنسبة شبه مطلقة، إذا لم يُعالج فوراً بعد التعرض، ما يؤدي إلى تأخر في طلب العلاج. من جانب آخر، الكلفة الاقتصادية باهظة على المنظومة الصحية الجزائرية، بسبب استيراد الأمصال واللقاحات المضادة. كما أن البلديات تواجه تحدياً كبيراً في السيطرة على الكلاب الضالة نتيجة غياب استراتيجيات فعالة للجمع والتلقيح.
وبالتالي، فإن معاناة الجزائريين مع داء الكلب تتجسد في عبء صحي، مالي، ونفسي.
ووفق أرقام وزارة الصحة الجزائرية ومنظمة الصحة العالمية، فإن الجزائر تسجل سنوياً حوالي 100.000 حالة تعرض لعضات حيوانات معظمها من الكلاب الضالة. أكثر من 60% من الحالات تخص الأطفال والمراهقين في المناطق القروية.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير