ماذا قالت “كيفونيم” عن دولة داعش منذ 32 سنة ؟

عبد العالي الشرفاوي
دولي
عبد العالي الشرفاوي12 يونيو 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
ماذا قالت “كيفونيم” عن دولة داعش منذ 32 سنة ؟
74388827134c6e799a8487c2f39ce651 - مشاهد 24

قبل اثنين وثلاثين عاماً وتحديداً في 13 يونيو/جوان 1982 قام داعية السلام اليهودي غير الصهيوني- إسرائيل شاحاك بترجمة ما عُرف باسم “وثيقة كيفونيم”، والتي تعكس خطة صهيونية لتجزئة الوطن العربي بأكمله إلى دويلات .

وتنطلق الخطة الإسرائيلية من الدولة العربية العراق، وذلك بتقسيمها حسب الأهواء الصهيونية إلى دولة “شيعية، وأخرى سنية”، إضافة إلى انفصال إقليم كردستان.

وترى الخطة الإسرائيلية أنه يجب التركيز على الانقسامات العرقية والدينية في دول العالم العربي، والتي تقدرها بحوالى 19 دولة، واصفة إيّاها بأنها مثل البيت المؤقت والذي لا يقوم بناؤه على أساس قوي، وإن بث الكراهية بين أصحاب هذا البيت من خلال الخلافات أو الانقسامات، هو السبيل الأفضل لتغيير معالم وحدود الدول العربية الحديثة .

ويعتبر الخبراء أن ما يجري في العراق وفي سوريا حالياً وما جرى في السودان ومصر ما هو إلا تطبيق لبنود هذه الوثيقة .

ماذا تتضمن الوثيقة “كيفونيم” ؟

أولاً: نظرة عامة على العالم العربي والاسلامي

إن العالم العربى الإسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب (فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات)، دون أن توضع في الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم .

لقد قسم هذا العالم إلى 19 دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتى تعادي كل منهما الأخرى وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعي فى الداخل الى حد الحرب الداخلية كما هو الحال فى بعض هذه الدول .

وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادي يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها، فى الواقع، بناء مصطنع كبرج الورق، لايمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التى تواجهه.

في هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء. إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالى 300 دولار فى العام.

إن هذه الصورة قائمة وعاصفة جداً للوضع من حول اسرائيل، وتشكل بالنسبة لإسرائيل تحديات ومشكلات وأخطار، ولكنها تشكل أيضاً فرصاً عظيمة.

ثانيا – مصر

1- فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية فى مصر العليا ، حوالى 8 مليون نسمة. وكان السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أي دولة لبنانية مسيحية جديدة فى مصر.

2- الملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكاني فى العالم .

3- بخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية 4- الدولة فى حالة دائمة من الافلاس بدون المساعدات الخارجية الامريكية التى خصصت لها بعد اتفاقية السلام .

4- ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب إذن أن يكون هدفاً أساسياً من الدرجة الأولى اليوم. إن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل مافي وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان العالم العربى، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ماكانت عليه .

5- إن مصر لاتشكل خطراً عسكرياً استراتيجياً على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي ، ومن الممكن اعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيو 1967 بطرق عديدة .

6- إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام 1956 وتأكد زوالها فى عام 1967 .

7- إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلاً بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها فى المستقبل.

8- إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف اسرائيل السياسي في الثمانينات على جبهتها الغربية .

9- إن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة، على عكس ماهي عليه الآن، سوف لاتشكل أي تهديد لاسرائيل بل ستكون ضماناً للزمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الأمر هو اليوم في متناول أيدينا .

10- إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الابعد منها سوف لايكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم إلى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر. فإذا ماتفككت مصر فستتفكك سائر الدول الأخرى، إن فكرة إنشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الإقليمية فى مصر ـ بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم ـ هى وسيلتنا لإحداث هذا التطور التاريخي.

11- إن التفتت للبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية .

ثالثا – ليبيا

إن القذافي يشن حروبه المدمرة ضد العرب أنفسهم انطلاقاً من دولة تكاد تخلو من وجود سكان يمكن أن يشكلوا قومية قوية وذات نفوذ .

ومن هنا جاءت محاولاته لعقد اتفاقيات باتحاد مع دولة حقيقية كما حدث فى الماضي مع مصر ويحدث اليوم مع سوريا .

رابعا – السودان

السودان أكثر دول العالم العربي الإسلامي تفككاً فإنها تتكون من أربع مجموعات سكانية كل منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سنية تسيطر على أغلبية غير عربية افريقية إلى وثنيين إلى مسيحيين

خامسا – سوريا

1- إن سوريا لاتختلف إختلافاً جوهرياً عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكري القوي الذى يحكمها. ولكن الحرب الداخلية الحقيقية اليوم بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة العلويين الذين يشكلون 12% فقط من عـدد السكان، تدل على مدى خطورة المشكلة الداخلية .

2- إن تفكك سوريا والعراق فى وقت لاحق إلى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل، كما هو الحال فى لبنان، هو هدف اسرائيل الأسمى فى الجبهة الشرقية على المدى القصير، فسوف تتفتت سوريا تبعا لتركيبها العرقي والطائفي إلى دويلات عدة كما هو الحال الآن فى لبنان .

3- وعليه فسوف تظهر على الشاطئ دولة علوية.

4- وفي منطقة حلب دويلة سنية.

5- وفي منطقة دمشق دويلة سنية أخرى معادية لتلك التى فى الشمال.

6- وأما الدروز فسوف يشكلون دويلة فى الجولان التى نسيطر عليه.

7- وكذلك فى حوران وشمال الاردن وسوف يكون ذلك ضماناً للأمن والسلام في المنطقة بكاملها على المدى القريب. وهذا الامر هو اليوم فى متناول أيدينا.

سادسا – العراق

1- إن العراق لايختلف كثيراً عن جارتها ولكن الأغلبية فيها من الشيعة والأقلية من السنة، إن 65% من السكان ليس لهم أي تأثير على الدولة التى تشكل الفئة الحاكمة فيها 20% إلى جانب الأقلية الكردية الكبيرة فى الشمال.

2- ولولا القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضي لبنان وحاضر سوريا.

3- إن بشائر الفرقة والحرب الأهلية تلوح فيها اليوم، خاصة بعد تولي الخمينى الحكم ، والذى يعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس صدام حسين.

4- إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هى المرشح التالي لتحقيق أهداف اسرائيل .

5- إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا.

 

6- إن في قوة العراق خطورة على اسرائيل فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى.

وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق الى مقاطعات اقليمية طائفية كما حدث فى سوريا فى العصر العثماني.

وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات ( أو أكثر ) حول المدن العراقية.

دولة فى البصرة، ودولة فى بغداد، ودولة فى الموصل، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السني الكردي فى معظمه .

سابعا- لبنان

أما لبنان فانها مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة ، بل خمس سلطات سيادية ( مسيحية فى الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها اسرة فرنجيه ، وفى الشرق منطقة احتلال سوري مباشر ، وفى الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب ، وإلى الجنوب منها وحتى نهر الليطاني دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هي فى معظمها من الفلسطينيين ، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالى نصف مليون من الشيعة).

ثامنا- السعودية والخليج

1- إن جميع إمارات الخليج وكذلك السعودية قائمة على بناء هش ليس فيه سوى البترول .

2- وفي البحرين يشكل الشيعة أقلية السكان ولكن لانفوذ لهم.

3- وفى دولة الامارات العربية المتحدة يشكل الشيعة أغلبية السكان.

4- وكذلك الحال فى عمان.

5- وفى اليمن الشمالية وكذلك فى جنوب اليمن .. توجد اقلية شيعية كبيرة .

6- وفى السعودية نصف اسكان من الاجانب المصريين واليمنيين وغيرهم بينما القوى الحاكمة هي اقلية من السعوديين .

7- وأما فى الكويت فإن الكويتين يشكلون ربع السكان فقط.

إن دول الخليج والسعودية وليبيا تعد أكبر مستودع فى العالم للبترول والمال ولكن المستفيد بكل هذه الثروة هي أقليات محدودة لاتستند الى قاعدة عريضة وأمن داخلي، وحتى الجيش ليس باستطاعته أن يضمن لها البقاء.

وإن الجيش السعودي بكل ما لديه من عتاد لايستطيع تأمين الحكم ضد الأخطار الفعلية من الداخل والخارج. وماحدث فى مكة عام1980 ليس سوى مثال لما قد يحدث.

إن شبه الجزيرة العربية بكاملها يمكن أن تكون خير مثال للانهيار والتفكك كنتيجة لضغوط من الداخل ومن الخارج وهذا الأمر في مجمله ليس بمستحيل على الأخص بالنسبة للسعودية سواء دام الرخاء الاقتصادي المترتب على البترول أو قل فى المدى القريب. ان الفوضى والأنهيار الداخلي هى أمور حتمية وطبيعية على ضوء تكوين الدول القائمة على غير أساس.

تاسعا – المغرب العربي

1- ففي الجزائر هناك حرب أهلية فى المناطق الجبلية بين الشعبين الذين يكونان سكان هذا البلد.

2- كما أن المغرب والجزائر بينهما حرب بسبب المستعمرة الصحراوية الاسبانية بالاضافة الى الصراعات الداخلية التي تعاني منها كل منهما.

3- كما أن التطرف الاسلامي يهدد وحدة تونس.

عاشراً ـ ايران وتركيا وباكستان وافغانستان

1- ايران تتكون من النصف المتحدث بالفارسية والنصف الآخر تركي من الناحية العرقية واللغوية ، وفى طباعه أيضا .

2- تركيا منقسمة الى النصف من المسلمين السنة أتراك الاصل واللغة ، والنصف الثاني أقليات كبيرة من 12 مليون شيعي علوي و6 مليون كردي سني .

3- وفي افغانستان خمسة ملايين من الشيعة يشكلون حوالى ثلث عدد السكان .

4- وفي باكستان السنية حوالى 15 مليون شيعي يهددون كيان هذه الدولة .

الحادي عشر ـ الأردن وفلسطين

1- الأردن هي فى الواقع فلسطينية حيث الأقلية البدوية من الأردنيين هى المسيطرة ، ولكن غالبية الجيش من الفلسطينيين وكذلك الجهاز الاداري . وفى الواقع تعد عمان فلسطينية مثلها مثل نابلس.

2- هي هدف استراتيجي وعاجل للمدى القريب وليس للمدى البعيد وذلك أنها لن تشكل أي تهديد حقيقي على المدى البعيد بعد تفتيتها.

3- من غير الممكن أن يبقى الأردن على حالته وتركيبته الحالية لفترة طويلة . أن سياسة اسرائيل – اما بالحرب أو بالسلم – يجب أن تؤدي الى تصفية الحكم الأردني الحالي ونقل السلطة الى الاغلبية الفلسطينية.

4- أن تغيير السلطة شرقى نهر الاردن سوف يؤدى أيضا الى حل مشكلة المناطق المكتظة بالسكان العرب غربي النهر سواء بالحرب أو فى ظروف السلم .

5- إن زيادة معدلات الهجرة من المناطق وتجميد النمو الاقتصادىي والسكاني فيها هو الضمان لأحدث التغير المنتظر على ضفتى نهر الأردن.

6- يجب أيضا عدم الموافقة على مشروع الحكم الذاتي أو أى تسوية أو تقسيم للمناطق .

7- أنه لم يعد بالإمكان العيش فى هذه البلاد في الظروف الراهنة دون الفصل بين الشعبين بحيث يكون العرب فى الاردن واليهود فى المناطق الواقعة غربي النهر .

8- أن التعايش والسلام الحقيقي سوف يسودان البلاد فقط اذا فهم العرب بأنه لن يكون لهم وجود ولا أمن دون التسليم بوجود سيطرة يهودية على المناطق الممتدة من النهر الى البحر ، وأن امنهم وكيانهم سوف يكونان فى الأردن فقط .

9- إن التميز فى دولة اسرائيل بين حدود عام 1967 وحدود عام 1948 لم يكن له أى مغزى.

10- في أي وضع سياسي أو عسكري مستقبلي يجب أن يكون واضحا بأن حل مشكلة عرب اسرائيل سوف يأتى فقط عن طريق قبولهم لوجود اسرائيل ضمن حدود آمنة حتى نهر الاردن ومابعده.

تبعاً لمتطلبات وجودنا فى العصر الصعب ( العصر الذري الذى ينتظرنا قريبا).

ليس بالامكان الاستمرار فى وجود ثلاثة ارباع السكان اليهود على الشريط الساحلى الضيق والمكتظ بالسكان فى العصر الذري .

إن اعادة توزيع السكان هو اذن هدف استراتيجى داخلي من الدرجة الأولى ، وبدون ذلك فسوف لانستطيع البقاء فى المستقبل فى اطار أى نوع من الحدود ، ان مناطق يهودا والسامرة والجليل هى الضمان الوحيد لبقاء الدولة .

إذا لم نشكل أغلبية فى المنطقة الجبلية فاننا لن نستطيع السيطرة على البلاد . وسوف نصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد التي لم تكن ملكا لهم فى الاصل وعاشوا غرباء فيها منذ البداية .

إن إعادة التوزان السكاني الاستراتيجي والاقتصادي لسكان البلاد هو الهدف الرئيسي والاسمى لاسرائيل اليوم .

إن السيطرة على المصادر المائية من بئر سبع وحتى الجليل الاعلى ، هي بمثابة الهدف القومي المنبثق من الهدف الاستراتيجي الاساسي ، والذى يقضي باستيطان المناطق الجبلية التى تخلو من اليهود اليوم .

هذه هي بنود وثيقة “كيفونيم” منها ما تم تنفيذه مثل السودان وليبيا ومنها ما هو على طريق التنفيذ كما يجري في العراق اليوم وسيطرة داعش على بعض المناطق من اجل وصلها بمناطق سورية واقامة دويلة منفصلة …

 عن موقع شامتايمز

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق