تشهد المملكة حالياً تحولاً استراتيجياً في قطاع الطاقة، ساعيةً إلى بلوغ مكانة رائدة إقليمياً في مجال الطاقة المتجددة، مع تعزيز مرونتها الاقتصادية واستدامتها البيئية.
وتدعم “استراتيجية الطاقة المتجددة 2020-2030” هذا التحول، إذ تهدف إلى تطوير 24 جيكاوات من الطاقة المتجددة خلال العقد المقبل، ووضع المغرب في طليعة قطاع الطاقة النظيفة في شمال أفريقيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) بعنوان “السباق نحو الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، تأتي هذه المبادرة وسط تزايد الطلب على الطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يغذيه ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ.
وحسب التقرير ترتبط استراتيجية المغرب ارتباطًا وثيقًا بخطته الوطنية للمياه 2020-2050، وهو برنامج بقيمة 45 مليار دولار أمريكي يدمج الطاقة المتجددة في مشاريع تحلية المياه لتعزيز الأمن الغذائي.
وأضاف أنه من خلال ربط الطاقة والمياه والزراعة، تتصدى المملكة المغربية للآثار المعقدة لتغير المناخ على اقتصادها ومجتمعها، مما يميزها عن جيرانها الذين غالبًا ما يعانون من مشاكل الموارد المترابطة.
واعتبر التقرير أنه على الصعيد الاقتصادي، ساهم تشجيع المغرب للطاقة المتجددة في جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل في قطاع الطاقة النظيفة والصناعات المرتبطة به، وتنويع الاقتصاد.
في المقابل شدد التقرير على أن العديد من جيران المنطقة يواجهون عقبات كبيرة أمام تطوير الطاقة المتجددة بسبب النزاعات، وعدم الاستقرار السياسي، والفساد، وسوء الإدارة المالية، مما يحد من قدرتهم على جذب الاستثمارات أو بناء البنية التحتية.
وأكد تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الأخير أن تطوير الطاقات المتجددة يُشكّل ضغطاً على المعادن الحيوية، كالنحاس والليثيوم، الضرورية للبطاريات وأنظمة التخزين.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير