أقامت وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم السبت بمقرها بالرباط، حفل استقبال على شرف طلاب مهندسين فلسطينيين، وأساتذتهم المؤطرين.
ويندرج هذا الاستقبال في إطار إقامة تدريبية نموذجية لفائدة 10 طلاب، مرفوقين بأربعة أساتذة من جامعتي القدس وبير زيت، تنظمها الوكالة في مدينة فاس بشراكة مع وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس ومع الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين بفاس، تهم تقنيات ترميم وإصلاح المباني الأثرية بمدينة فاس.
وحضر هذا الاستقبال، على الخصوص، نائب سفير دولة فلسطين بالرباط، محمد ربيع، ورئيس الهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين لجهة فاس، كريم السعدي، ورئيس جمعية المعماريين الفلسطينيين، إبراهيم الهندي، وعدة شخصيات.
وأوضح المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي في كلمته خلال الحفل أن عمل الوكالة، يأتي ضمن مهامها واختصاصاتها، للمساهمة في صيانة وترميم المباني التاريخية ورد الاعتبار للثروة العمرانية في القدس، وذلك في سياق التوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للحفاظ على المدينة المقدسة، وصيانة موروثها الحضاري، كمدينة مُوحِّدة وجامعة، ومركزا أصيلا للديانات التوحيدية الثلاث.
وأكد الشرقاوي، أنه تم الانطلاق على هذا المسار منذ 15 سنة بمشاريع الإصلاح والتأهيل التي همت عددا من المباني في البلدة القديمة للقدس، مشيرا إلى أن انخراط المؤسسات المغربية في مشروع الوكالة الخاص بصيانة وترميم المباني الأثرية، يأتي لتعزيز الخبرة الفلسطينية في هذا المجال، واستمرار هذه المجهودات من خلال هذه الإقامة التدربيبة التي ستفتحها الوكالة لطلاب آخرين أيضا من جامعات فلسطينية متخصصة حتى يكتسبوا الخبرة الكافية في التعامل مع العمارة والمباني التاريخية استلهاما للتجربة المغربية المتمكنة في هذا المجال.
وأضاف، أن المرجعيات المؤسساتية التي تتعاون معها الوكالة ، سواء في المغرب، أو في القدس، لإنجاح هذا المسار ،هي هيئات راكمت ما يكفي من التجارب لإنجاح المشاريع الموجهة لصيانة وترميم المباني الأثرية في القدس، مؤكدا أن المجهود المغربي يأتي في سياق عقيدة الأمة المغربية بقيادة الملك ، وإيمانها الراسخ بالبعد الإنساني للقدس، ودفاعها المستمر عن قيم التسامح والسلام والعيش الواحد، كما جاء في نداء القدس الذي وقعه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ، مع قداسة البابا فرانسيس يوم 30 مارس 2019 في الرباط.
من جانبه، قال رئيس جمعية المعماريين في فلسطين، إبراهيم الهندي، “إن هذه الإقامة التدريبية النموذجية تأتي لتعزيز التعاون بين البلدين وتأتي امتدادا لزيارة سابقة لوفد من المهندسين الفلسطينيين للمغرب”، مؤكدا أهمية تقريب الطلبة من مميزات الفن المعماري المغربي العريق، واطلاعهم على طرق الترميم المتبعة في المدن العريقة المغربية التي قطع المغرب شوطا كبيرا فيها.
وأكدت الطالبة المهندسة فداء صباح، وهي خريجة جامعة بير زيت بفلسطين، في تصريح مماثل، أن هذه الإقامة تعد فرصة قيمة للتعرف على خصوصية المعمار المغربي وأساليب الترميم المستخدمة، ومن أجل تبادل الخبرات، مشيرة إلى أنها مناسبة أيضا للتعرف على الشعب المغربي.
وتستمر هذه الإقامة التدريبية النموذجية لمدة أسبوعين، وسيطلع خلالها الطلبة ومؤطروهم على مشاريع التأهيل والصيانة والترميم، التي خضعت لها بعض أحياء المدينة القديمة لفاس، وعلى تقنيات ترميم وإصلاح المباني الأثرية بها.