في خرجة جديدة للصحافة الجزائرية، سعيا منها للزج بالمغرب عنوة في قضية الاضطرابات التي تشهدها ولاية غرداية في الجزائر، تم الترويج هذه المرة لخبر مفاده أنه تم بث نشيد مغربي على أمواج الإذاعة المحلية بغرداية.
وادعى موقع “البلاد” الجزائري أن الشريط المذكور يمجد المغرب والملك محمد السادس، وأنه ورد فيه ذكر اسم “فخار”، في إشارة إلى كمال الدين فخار، الناشط المزابي المعتقل من قبل السلطات الجزائرية.
واعتبر الموقع الجزائري أن الهدف من بث النشيد، الذي يقف وراءهم من أسماهم “الانفصاليين”، يهدف إلى ”تحفيز الشباب على مواصلة المواجهات”.
وأضاف الموقع أن صحفيين متورطون في بث النشيد المغربي الذي يمجد المغرب وملكه، وأن المغاربة كانوا يرددونه إبان الاستعمار الفرنسي.
وأشار الموقع إلى قوات الأمن سارعت إلى التحقيق مع المشتبه في تورطهم في القضية، متسائلا عن دور المغرب في أحداث غرداية وكيف استطاع اختراق الإذاعة المحلية في الولاية.
وبالعودة إلى المعطيات سالفة الذكر، يظهر أنه بدل أن يرفع الموقع الجزائري من حالة اللبس التي قد تستبد بالقارئ وهو يطالع هذا السيناريو غير المحبوك بعناية، يتضح أنه يدخله بالمقابل في متاهة تظهر حجم التخبط الذي تعيشه الصحافة الجزائرية في نقلها لاضطرابات غرداية.
فكيف يمكن أن يكون النشيد المتحدث عنه، هذا إن وجد وتم بثه فعلا، يتحدث عن المغرب ويمجد ملكه وفي نفس الوقت يتم فيه ذكر الناشط كمال الدين فخار؟
وهل يعقل أن يكون هذا النشيد قد تغنى به المغاربة إبان الاستعمار الفرنسي، أي منذ 60 سنة على الأقل، وفي نفس الوقت يقول الموقع الجزائري أن النشيد يتغنى بالملك محمد السادس الذي لم يكن قد رأى النور بعد؟
أسئلة لا يملك الإجابة عنها إلا أفذاذ الصحافة الجزائرية الذين يطلعون عليها بمثل هكذا أخبار.