اعتبر موقع la Croix الفرنسي أن معركة سرت الدائرة رحاها في المدينة الليبيىة الساحلية ضد تنظيم “داعش” لا يمكن أن تحجب حقيقة المستنقع الليبي على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي أقر فيه الموقع الفرنسي أن العملية العسكرية التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني “الضعيفة” في طرابلس أظهرت أنها أكثر فعالية مما كان متوقعا لها، إلا أن الموقع أشار إلى مكامن الخلال التي ما تزال مستمرة في ليبيا.
أولى مكامن الخلل التي لا يمكن أن تحجب حقيقة المستنقع الليبي هي الصراع الدائر على السلطة، والذي يجعل أن “استعادة سرت لن تحمل بالضرورة بشائر أيام أفضلا بالنسبة إلى ليبيا”.
الموقع نقل عن الباحثة بالمعهد الأوروبي، والمختصة في الشأن الليبي، فيرجيني كولومبيي تساؤلها حول ما إذا كان سكان سرت سيقبلون أن تعهد مهمة حماية المدينة إلى ميليشيات مصراتة رغم العداوة بين الطرفين منذ 2011.
من جهة أخرى لفت موقع la Croix إلى ضعف الدعم الذي تتلقاه حكومة الوفاق الوطني الذي لم تحظى أبدا بقاعدة شرعية، يضيف الموقع، ما دام مجلس النواب بطبرق لم ينحها دعم أبدا، في الوقت الذي يبرز فيه الجنرال حفتر، المدعوم من طرف جهات نافذة في برلمان طبرق، كمعارض لحكومة الوفاق.
ويبدو أن الآمال التي علقها الليبيون على حكومة الوفاق الوطني من أجل تحسن معيشهم اليوم من الناحية الاقتصادية والأمنية قد تبخرت.
ينضاف إلى العائقين المذكور استمرار تدهور الأوضاع الاجتماعية والأمنية في ليبيا، والتي تحول دون قدرة المنظمات العاملة في مجال مساعدة السكان دون على التنقل في البلاد كما يؤكد كلود كافاردي عن منظمة “أطباء بلا حدود”.
ويؤكد كافاردي أن انهيار النظام الصحي في ليبيا متواصل، خاصة بسبب النقل الحاصل في الأطر الذي كان أغلبهم أجانب وأيضا بسبب عدم أداء رواتب الأطر الحالية.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، قد عبر قلقه من الأوضاع في ليبيا حيث قال إن 2.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، وأن 350 ألف شخص هم من النازحين وأن 300 ألف طفل حرموا من التمدرس.
وتتعقد المعادلة في ليبيا أكثر بسبب تخبط المجتمع الدولي كما تشير إلى ذلك وجود قوات فرنسية غربية إلى جانب الجنرال خليفة حفتر، في الوقت الذي تعلن فيه دعمها لحكومة الوفاق الوطني.
الحضور الفرنسي إلى جانب حفتر جرها عليها انتقادات عضو البرلمان الإيطالي بيير فرنانديو كازيني.
على أي، يبدو أن المسار الأممي في ليبيا هو مأزق اليوم، ما يجعل الباحثة فيرجيني كولومبيي توقع استمرار الفوضى في ليبيا في ظل عدم توافق الأطراف الدولية والعربية.