مع مرورا الأيام، تتعالى الأصوات التي تنتقد دعم الجزائر للبوليساريو من داخل الجزائر نفسها، حيث يتعاظم الإحساس لدى سياسيين وكتاب ومواطنين جزائريين بأن حكامهم يمعنون في مناصبة المغرب العداء من خلال مساندة من يدعون النضال من أجل قضية لا تهمهم في نهاية المطاف.
هذا الإحساس يتعاظم أكثر مع دخول الجزائر مرحلة الخطر بسبب تأزم الوضع الاقتصادي الناجم عن تراجع أسعار المحروقات دوليا، ما يجعل استمرار الجيران في مواقفهم المعادية للمغرب من خلال دعم الانفصاليين إهدارا للجهد والمال، الذي يعتبر عدد من الجزائريين أنهم أولى به.
الاستمرار في نهج الحرب ضد المغرب من طرف الجزائر قوبل من طرف الكاتب محمد بن شيكو، في عموده المنشور بموقع TSA الناطق بالفرنسية، بانتقادات قوية استهجنت موقف الجزائر من فرنسا بسبب دعمه للمغرب في قضيته الوطنية.
ما معنى أن يقول المسؤولون الجزائريون “إن الصحراء تشكل إحدى نقط الخلاف مع باريس”؟ الجواب يختزله محمد بن شيكو في كلمة معبرة وهي “الصبيانية”، حيث يظهر على حافة الإفلاس وهو يريد فرض إملاءاته على قوة دولية مثل فرنسا.
من جانب آخر، يبدو إصرار الجزائر المتواصل على الظهور بمظهر الوصي على البوليساريو بأنه تأكيد للعالم، وللمغرب، على أن قضية الصحراء هي قضية الحكومة الجزائرية في المقام الأول.
الكاتب الجزائري يدعو بلاده إلى الكف عن لعب دور الشرطي الشريف الذي يدافع عن الأرملة واليتيم، مضيفا أن دعم الجزائر للبوليساريو ليس نبلا ولا شجاعة ولا هو ذكاء من قبل الجيران.
هذا الموقف يؤكد، حسب بن شيكو، الطرح القائل بأن البوليساريو صنيعة الجزائر وأن الأخيرة يحركها الحقد في منطقة تواجه تهديدا مشتركا من قبل المتطرفين، ما يجعلها عرضة للمواجهة المسلحة بسبب هذه السلوكات.
في الوقت ذاته، يتحسر الكاتب الجزائري على دبلوماسية بلاده التي كانت أقوى مما عليه اليوم، حيث يتم طردها من منطقة الساحل لتعود وتستعرض عضلاتها أمام عدسات الكاميرا، ما يجعل الرسالة التي تمرر بالمقابل، هو أن السلم في المنطقة رهين بالصبر الذي يبديه المغرب.