شكلت نهائيات كأس افريقيا للأمم محطة مهمة بالنسبة للمنتخب الوطني للعودة للمنافسة القارية من جديد، بعد غياب طويل دام ل13 سنة بسبب انعدام الاستقرار التقني داخل الفريق الوطني، وبسبب الارتجالية في التسيير شؤون المنتخبات الوطنية من قبل الجامعة، فماذا استفاد الفريق الوطني، وماهي الرهانات المقبلة، وماهو المطلوب من الجامعة في المرحلة المقبلة؟.
حقق المنتخب الوطني المغربي نتائج طيبة في دورة الغابون، بعدما تمكن من تأكيد حضوره في البطولة، من خلال تحقيقه لنتائج مقبولة(انتصارين وهزيمتين)، حيث تمكن من تسجيل 4 أهداف في البطولة، ودخلت عليه 3 أهداف، الشيء الذي يبرز أن الفريق الوطني لعب بشكل هجومي أكثر من دفاعي في هذه البطولة، عكس الدورات السابقة التي كانت حصيلة الأسود جد سلبية.
لقد قدمت العناصر الوطنية مجهودات كبيرة في الكأس القارية، رغم محدودية تجربتها في البطولات القارية، الشيء الذي يبرز أن هناك نواة صلبة في المنتخب الوطني قادرة على التطور مع الوقت، من خلال كسب المزيد من التجارب في المباريات الافريقية، وهذا ما أكده العديد من المهتمين والمحللين، بأن المنتخب المغربي يتوفر على فريق شاب للمستقبل، يضم عناصر شابة قادرة على حمل المشعل، إلى جانب العناصر الغائبة.
لقد كون الناخب الوطني هيرفي رونار فريق تنافسي، قدم كرة جميلة في الكأس القارية، وأعاد الكرة المغربي للواجهة من جديد، بعدما كان الفريق الوطني يحتل المرتبة ال11 قاريا، أصبح ضمن المنتخبات ال7 الأولى في القارة السمراء، الشيء الذي سينعكس بشكل إيجابي على ترتيب المغرب في التصنيف العالمي للإتحاد الدولي “الفيفا”.
لقد استفاد الفريق الوطني من أسلوب جديد في اللعب، وروح قتالية عالية لدى اللاعبين فوق أرضية الميدان، الشيء الذي يبشر بالخير في التصفيات القارية المؤهلة إلى مونديال روسيا، كما ربح المنتخب بعض العناصر المتميزة مثل فيصل فجر في الوسط، ونبيل درار في الجهة اليمنى، بالاضافة إلى عزيز بوحدوز في قلب الهجوم ورمان سايس في قلب الدفاع، ثم القيدوم بوصوفة. بالاضافة إلى حمزة منديل الذي تطور بشكل جيد مع مرور المباريات، رفقة الناصيري الذي يحتاج للإجتهاد أكثر في التداريب لتطوير نفسه.
فيجب أن لا تنسينا مشاركة المنتخب الوطني الايجابية، الأول المشاكل التي تعرفها الكرة المغربية، والنقص الكبير على صعيد الفئات الصغرى والقاعدة، الشيء الذي يتطلب من الجامعة تخصيص المزيد من الموارد المالية، للإهتمام بالفئات الصغرى، من أجل بناء هرم كروي صحيح، عبر تكوين منتخبات قوية في مختلف الفئات العمرية (صغار، فتيان، شبان، الأمل).
فالمنتخب الوطني الأول يظل مرآة الكرة الوطنية، لكن الاعتماد على المحترفين في كل بطولة افريقية، يظل قرار يخص الناخب الوطني، بينما على الجامعة أن تقوم بدورها في التنقيب عن المواهب المحلية، والمساهمة في تطوير مجال الممارسة الكروية في المدن والقرى، ومراكز التكوين والمؤسسات التعليمة، والأحياء، وذلك من أجل إعداد الخلف للمستقبل.
فعلا لقد وقع إجماع من جميع المغاربة لتشجيع المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، حيث حظي الفريق الوطني لكرة القدم، بمساندة جماهيرية وأعاد شعبية الكرة بين جميع مكونات الشعب المغربي، مما يضع الجامعة والأندية أمام مسؤولية كبرى لتطوير الممارسة المحلية، وتكوين أجيال قادرة على حمل القميص الوطني مستقبلا.