عندما يخون “الاتحاد الإفريقي” رسالته!!!

هيثم شلبي
هكذا نراها
هيثم شلبي2 يوليو 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
عندما يخون “الاتحاد الإفريقي” رسالته!!!

بعد غياب طويل، وبدون مقدمات، يخرج “الاتحاد الإفريقي” بمبادرة عجيبة خالية من المعنى، منزوعة من السياق الإقليمي والدولي، وبدون علاقة بالواقع- كعادة مبادراته دوما- ، ويتعلق الأمر بتسميته مبعوثا “لملف النزاع في الصحراء الغربية” !!!
أما خلوها من المعنى، فمرده وجود هذا الملف فعلا قيد المعالجة لدى المنظمة الدولية الأهم، “هيئة الأمم المتحدة”، التي ترعى عبر مبعوث الأمين العام مفاوضات مباشرة بين المغرب والجزائر، عبر مندوبها “جبهة البوليساريو”. وهكذا، فأي معنى لتسمية مبعوث لن يجد من يستقبله وليس في جعبته ما يقترحه، ولا يتوقع أن يأتي بأية إضافة لجهود الأمم المتحدة المتعثرة منذ ما يزيد عن عقدين.
ومن هذه النقطة بالذات، يتضح أن المبادرة خارج أي سياق إقليمي أو دولي، وتبدو كمحاولة يائسة لإحراج المغرب ولا تتغيا البحث عن حلول من أي نوع. فالمغرب الذي انسحب من “منظمة الوحدة الإفريقية” ووريثتها “الاتحاد الإفريقي” نتيجة الجريمة الكبرى التي ارتكبتها المنظمة بقبول عضوية كيان وهمي حدوده مخيمين صحراويين، تدير شؤونه عصابة إرهاب منظم، ورفعها لمرتبة دولة، على حساب دولة مؤسسة من أهم الدول الإفريقية بحجم ومكانة المغرب، لا يبدو مستعدا وقد انسحب من هذا الكيان الإقليمي المعتل، لأن يتعامل مع أي مندوب أو مبعوث عن هذه المنظمة، لأنها بقبولها “للجمهورية المزعومة” تحولت إلى طرف واقعي في النزاع، وبالتالي فقدت صفة الحياد الضرورية لكل من يريد أن يدخل كطرف وسيط في جهود الحل. ولا يظن أحد أن إطلاق صفة “جريمة” على خطيئة منظمة الوحدة الإفريقية يحمل أي مبالغة أو تجنّ، إذ كيف يعقل لمنظمة جاءت لتعمل من أجل وحدة أقطار القارة الإفريقية أن تقبل كيانا انفصاليا بين جدرانها، وبماذا نصف مثل هذا القرار، إذا استحضرنا حقيقة التركيبة القبلية المعقدة لمعظم بلدان القارة، وفتحنا الباب لكل مجموعة إثنية أو عرقية أو دينية أو مذهبية… الى آخر هذه التمايزات، أن تستقل بنفسها في كيان غير قابل للحياة، بحجة “حق تقرير المصير”؟؟ !!!
أخيرا، فالحكم على قرار الاتحاد الإفريقي بأنه غير واقعي يأتي من كون الرفض المغربي لاستقبال هذا المبعوث، هو عمل من أعمال السيادة، ناهيك عن كون المغرب ليس عضوا في الاتحاد وبالتالي ليس معنيا بقراراته. ولو امتلك الاتحاد بصرا وبصيرة لانتبه إلى حقيقة أن الأمم المتحدة نفسها، ولا مجلس أمنها ولا أمينها العام، لم تملك يوما أن تفرض مبعوثا حول الصحراء بدون مباركة، أو على الأقل، عدم ممانعة المغرب على الشخص المكلف بالمهمة، وهو أمر بديهي في أعراف الوساطة الدولية في النزاعات، فكيف لطرف أيا كان أن يفرض مبعوث اتحاد مشلول، ليس في سجل عمله الدبلوماسي أي مبادرة ناجحة لحل أي نزاع في القارة التي تتفجر النزاعات في أرجائها المختلفة؟ !! وسيبقى في حالة الشلل تلك طالما ارتهنت إدارة الأمور فيه، برغبات بضع دول بترولية تسهم بأموالها التي تضخها في ميزانيته، في إكمال طريق مؤسسه الديمقراطي الراحل ملك ملوك إفريقيا العقيد معمر القذافي…

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق