أدان الأدباء والكتاب العرب، الإرهاب بمختلف أشكاله، الفكري والديني والسياسي، وكذا الهجمات التي يتعرض لها العرب والمسلمون وعقيدتهم في بعض دول الغرب، تحت ستار حرية الرأي والفكر.
جاء ذلك خلال اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب (دورة القدس)، برئاسة الأمين العام للاتحاد العام، الأستاذ محمد سلماوي، بدعوة واستضافة من اتحاد كتاب المغرب، بمدينة طنجة (بيت الصحافة)، بحضور ومشاركة وفود اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الكتاب في العالم العربي، فضلا عن تنظيم فعاليات فكرية وإبداعية واحتفائية وفنية مصاحبة، وفق برنامج فكري وإبداعي واحتفائي مثمر.
واستنادا لتقرير، تلقى موقع ” مشاهد24″ نسخة منه، فقد تم عقد الجلسة الأولى لأشغال اجتماع المكتب الدائم، بأحد فنادق طنجة، فيما تم تنظيم حفل الافتتاح الرسمي، بمقر بيت الصحافة، بما تخلله من كلمات ترحيبية ورسمية (بيت الصحافة، اتحاد كتاب المغرب، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، المجلس الحضري لطنجة)، وإقامة حفل تكريم واحتفاء بكل من الأمين العام للاتحاد العام للأدباء العرب، الأستاذ محمد سلماوي، والرئيس السابق للجمعية العمانية للكتاب والأدباء، محمد الدكتور العريمي، وكذا الاحتفاء بعضوي اتحاد كتاب المغرب، الروائيين الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية المخطوطة، في دورتها الأولى، الروائي عبد الجليل الوزاني والروائي زكرياء أبو مارية.
كما تم، بالمناسبة، تنظيم ندوة فكرية كبرى، في موضوع ذي راهنية قصوى، تحت عنوان “في ضرورة تجديد الخطاب الديني”، شارك فيها ثلة من المفكرين والباحثين والدارسين العرب، من مختلف الحساسيات والاهتمامات، الفكرية والأدبية والسياسية والدينية؛ وهي الندوة التي سبقها نشر اتحاد كتاب المغرب لكتاب أنيق، تضمن كل المداخلات والدراسات والتحاليل التي قدمت في الندوة.
وأضاف المصدر نفسه، أن الندوة تمخضت عنها مجموعة من التوصيات المهمة، المتعلقة بإشكالية الخطاب الديني في العالم العربي والإسلامي، من بينها، على الخصوص: الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد وإعمال الفكر النقدي في كل ماله علاقة بالمقدس الديني، والعمل على ضرورة إعادة قراءة التاريخ الديني وكتابته، بعيدا عن ممكنات كل ما هو إيديولوجي، وتوسيع مجالات التفكير في الخطاب الديني، ومقاومة صيغ الجمود والترهيب، وكذا دعم مشاريع النشر والكتابة والبحث العلمي حول المسألة الدينية، والدفاع عن الحق في السؤال والنقد، وتحديدا حول قضايا النوع والسياسة، والدعوة إلى خلق فريق متعدد الاختصاصات، يضم كل الحساسيات الفكرية، لبحث سبل تجديد الخطاب الديني، فضلا عن الدعوة إلى تكوين جبهة ثقافية، تقف في وجه التطرف والإرهاب وكل احتمالات التكفير والوصاية، وغيرها من التوصيات التي خرجت بها أشغال هذه الندوة الكبرى.
كما تميزت الفعاليات المصاحبة للاجتماع، بتنظيم أمسيتين شعريتين كبريين، تألق فيها الشعراء العرب، من مختلف الأجيال والتجارب والأصوات، بما قدموه من أشعار وقصائد جديدة وممتعة.
ويبقى الحدث البارز، ضمن هذه الفعاليات، حسب التقرير، المشار إليه أعلاه، هو الاحتفاء بفلسطين، حيث تم، بهذه المناسبة، تكريم بعض رموز الفكر والثقافة والأدب الفلسطيني: الشاعر المحارب خالد أبو خالد، والروائي والكاتب المسرحي وليد أبو بكر، والمترجم صالح علماني، والشاعر الجليلي سامي شريف مهنا، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني.
وفي اختتام أشغال اجتماع المكتب الدائم، تم، في جلسة عامة، تلاوة “البيان الختامي”، الذي شدد فيه المجتمعون على ضرورة الاستمرار في دراسة القضايا التي مازالت تشكل تحديا سافرا لضمير الأمة العربية ووجدانها، وتمثل هاجسا يؤرق مشاعر المبدعين والكتاب والأدباء، الذين هم ضمير هذه الأمة الحي، إذ أكد البيان على ضرورة الوقوف عند سلبيات هذه القضايا، التي تشكل خطرا يهدد الوجود العربي والهوية الوطنية، والتي تتعرض اليوم لمحاولات المحو والتجزئة وإثارة المشاكل والصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية، وعلى رأسها قضية فلسطين شعبا وأرضا؛ هذا البلد الذي يعاني الإقصاء والتهويد من قبل الصهيونية الفتاكة، وكذلك الوضع المأساوي السوري، الذي أصبح فيه الشعب العربي السوري مهددا باندثار كيانه، نتيجة ما يتعرض له من مؤامرات دولية وإقليمية، تستهدف بقاءه ووجوده ووحدته ووحدة أراضيه، فضلا عما يجري في العراق وليبيا واليمن. ويرى المجتمعون أن حرية الكاتب وحرية الرأي وحرية الكلمة هي صمام الأمان، ضد تنامي خلايا وبؤر الإرهاب الفكري واستشرائها، لا في الوطن العربي فحسب، بل في كل أرجاء العالم.
وفي الختام، أدان البيان الإرهاب بكافة أشكاله، الفكري والديني والسياسي، وكذا الهجمات التي يتعرض لها العرب والمسلمون وعقيدتهم في بعض دول الغرب، تحت ستار حرية الرأي والفكر، وهو ما أطلق عليه البيان اسم “المنهج العدواني” على الوطن العربي وعقائده وتراثه، داعيا، في الوقت نفسه، إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والديمقراطية وإقامة العدل وإعلاء قيم المواطنة، والتداول السلمي للسلطة في أرجاء الوطن العربي.
تلا ذلك، تلاوة “البيان الثقافي” الذي خلص إلى مجموعة من الأفكار والمقترحات، التي انبثقت من الواقع الثقافي العربي الراهن، وهي الأفكار الممكن استعمالها كآليات للخروج من مثبطات الثقافة العربية، حسب التقرير.