غيب الموت أمس، الفنان القدير غسان مطر عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية في الفترة الأخيرة. وأعلنت سفارة فلسطين بالقاهرة في بيان لها نبأ وفاة مطر رسمياً بعد أزمة صحية طارئة داخل أحد مستشفيات القاهرة.
وقالت السفارة في بيانها: «ينعى جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وكافة موظفي سفارة فلسطين بالقاهرة، الفنان الفلسطيني القدير غسان مطر، والذي وافته المنية على إثر تدهور حالته الصحية».
أسلوب خاص
ولد غسان مطر في الثامن من ديسمبر من عام 1938، واسمه الحقيقي عرفات داود حسن المطري، وتميز بصوته الأجش، وأسلوبه الخاص في أداء الأدوار السينمائية، ورغم الكم الكبير من الأعمال الكوميدية التي قدمها إلا أن المخرجين والمنتجين هم من وضعوه في أدوار الشر.
بدأ مطر حياته مناضلاً في إحدى الحركات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية، عندما كان زميلاً للزعيم الراحل ياسر عرفات، وقام بدور مخابراتي أثناء نقله المعلومات لأعضاء قوات المقاومة في مصر وفلسطين ولبنان والأردن والتنسيق بين جميع فصائلها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد فترة قليلة من دخوله عالم الفن والتمثيل نجح في وضع نفسه بين الكبار الذين قدموا أدوار الشر مثل ستيفان روستي، وزكي رستم، وتوفيق الدقن، ومحمود المليجي وآخرين، ورغم كل هذه النجومية التي بدأها صغيراً، إلا أنه رحل وهو يحمل عضوية حركة المقاومة المركزية الفلسطينية التي تضم كافة التنظيمات الفلسطينية.
ولم تأخذه السينما عن النضال ولا عملياته الفدائية، ولا حتى حمل السلاح، وخلف ما يبدو عليه من مظاهر الفخامة، لم ينس غسان مطر الذي ولد في يافا ضمن 14 أخاً وأختاً قضيته، وغادر ليناضل من أجلها.
الأب الروحي
كان مطر يعتبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الأب الروحي، وكان يتعامل معه على أنه الفنان المناضل المعطاء، ولم تمنعه الشهرة من تنفيذ عمليات سرية، جعلته ضمن قائمة المطلوبين لدى الإسرائيليين، وقد دفع ثمن ذلك عندما فقد زوجته ونجله جيفارا ووالدته في ليلة حرب المخيمات، وكانوا من الأوائل الذين تم إعلان أسمائهم بعد مقتلهم وكان وقتها غسان مقيماً بالقاهرة.
استمر مطر في تقديم أعماله الفنية ولم تكسره محنة فقد الزوجة والأم والابن، ونجح في تقديم قائمة طويلة من الأعمال الفنية.
الفلسطيني الثائر
قدم الراحل غسان مطر عدداً من الأفلام في بداية مشواره الفني، وكانت تُشجع على النضال وحث الشعوب على رفض الاستعمار ورفض الظلم منها عام 1969 «كلنا فدائيون»، و«الفلسطيني الثائر».