يشارك فيلم “تمبوكتو” لعبد الرحمان سيساكو في الدورة الجديدة للسينما وحقوق الإنسان بالدار البيضاء.
واختيرت تسعة أفلام للترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، من بينها الفيلم الفرنسي الموريتاني “تمبكتو” للمخرج عبدالرحمن سيساكو، من أصل 83 فيلماً تقدم للمنافسة، بحسب ما أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في وقت سابق.
ويتحدث “تمبكتو” عن اجتياح مسلحين إسلاميين متشددين للمدينة التاريخية لفرض قوانينهم الصارمة عليها.
وأحداث هذا الفيلم مستوحاة من وقائع شهدتها البلاد فعلاً، إذ سيطر “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” وتنظيم أنصار الدين على تمبكتو لمدة عام كامل قبل أن تخرجهم منها عملية عسكرية فرنسية واسعة مطلع العام 2013.
والفيلم الذي كتبه سيساكو وكيسن تال يستعرض طوال 100 دقيقة كيف لا يرى المتشددون في الدين إلا المنع فيحرمون السجائر وكرة القدم والموسيقى والغناء كما يفرضون على النساء الحجاب ولبس القفاز ولو كانت بائعة سمك يمنعها القفاز عن ممارسة مهام عملها.
وكان الأهالي يتغلبون على الطبيعة الصحراوية القاسية في تمبكتو بالغناء والموسيقى ومتع الحياة البسيطة ولكن سيطرة المتشددين عليها جعلت كثيرين يفرون وبقي المغلوبون على أمرهم.
ويحمل الفيلم الأوجاع الإنسانية لبسطاء مسالمين يعيشون في هذه البقعة وسط إفريقيا وكيف تتحول حياتهم إلى جحيم باسم الدين الذي يقدمه الفيلم بريئا من سلوك المتشددين الذين يحاسبون الناس على نياتهم ولا يعرفون الرحمة.
ولكن المتشددين في “تمبكتو” لا يموتون بل يصنعون الموت لغيرهم ولو بالشبهات فيرجمون من ظنوا أنهم ارتكبوا الزنا ويقيمون ما يرونه حدودا ويستحلون لأنفسهم اقتحام المنازل واقتحام المسجد بالأحذية لأنهم “مجاهدون في سبيل الله” كما يقول كبيرهم ردا على استنكار شيخ المسجد لسلوك الذين سيطروا على (تمبكتو).