تعد الدمى المسكونة، تجارة قائمة، ولها مجتمع خاص، هناك من يبحث عن قطع كهذه ليقتنيها لغرابة الفكرة، فيما آخرون يعتبرون أنهم يحتضنون قصة مؤثرة أحاطت بهذه الدمية أو تلك.
على مواقع مثل “إتسي” و”إي باي”، تجد سوقاً كبيرة للدمى المسكونة، فمثلاً تجد دمية مثل “بيلي” معروضة للبيع مقابل 377.36 جنيهاً إسترلينياً، كتب تحت صورتها، حيث تستقر برموش لم يبق منها الكثير، وعيون خضراء وسط وجه خزفي تدلت عليه خصلات شعرها البني، تحتضن طفلاً بين ذراعيها، كتب تحت هذه الصورة “ستعاملك كفرد من العائلة”.
وتحكي قصتها أنها مسكونة بروح امرأة كانت تدعى “بيلي”، امتلكت متجر زهور في بلدة صغير، وكانت تتوق لتصبح أماً، ولكنها كانت متزوجة من رجل عنيف ومسيء، وحين اكتشفت حملها ذات يوم، أخفته، وحاولت الفرار وتربية طفلها وحدها، واكتشف الأمر زوجها فقتلها بوحشية طعناً، يقال إن روحها تسكن الدمية الآن، وكتب على صورتها أيضاً على موقع “إتسي”، أنه “إذا ما أساء إليك شخص ما، فستدمر هذه الدمية حياته، وتجعله يندم على اليوم الذي آذاك فيه”، إذ طاردت روح القتيلة زوجها حتى مماته، وفق ما ذكر موقع “ميترو”.
إن البحث عن الدمى المسكونة على الإنترنت، يظهر صفحات من النتائج، وكل منها لها قصة درامية مثل قصة “بيلي”، ويقول البعض إنهم شهدوا وقائع عجيبة يصعب تصديقها، وتتوالى القصص الغريبة عن ظواهر خارقة للطبيعة ارتبطت بتلك الدمى.
وهناك مجتمعات على الإنترنت من أشخاص يقولون إنهم “يتبنون” هذه الدمى أيضاً، وعلى فيسبوك صفحات مثل “الدمى المسكونة والغرائب”، ومجموعات عدة فرعية للدمى في منتديات “الظواهر الخارقة للطبيعة”.
وتقول الكاتبة أليس سناب، إنها اشترت بدورها دمية من معرض تحف للأشياء الغريبة، ووضعتها على رف في غرفتها، ولاحظت أن كثيراً من زوار منزلها يطلبون أن تبعد عن ناظرهم تلك الدمية، ما لفت انتباهها لكونها قد تكون دمية تحمل طاقة معينة.
وبدأت سناب بحثها في هذا العالم، وفي مقابلة لها مع وسيطة نفسية، تدعى ديبورا ديفيز، تحكي الأخيرة عن دمية اسمها “أنابيل”، وتؤكد أنها مسكونة، بروح عجوز، وتشعر بأنها تذكرها بطفلها الذي فقدته بشكل ما.
ويعتقد أصحاب هذه الدمى، أنها تصبح أوعية لأرواح أشخاص ماتوا، ويصنفونها باعتبارها مساكن حميدة لأرواح أحبت دماها بشكل خاص، بمعنى أنها لن تصبح أشباحاً، وعلى جانب آخر قد تصبح هذه الدمى مسكونة بشياطين أو أرواح شريرة.
وتقول الوسيطة ديبورا ديفيز، إنها لا توصي بشراء دمية مسكونة ما لم تكن وسيطاً متمرساً، حيث تشير: “يمكنهم حرفياً قلب حياتك رأساً على عقب دون أن تدرك حتى أن الدمية هي المسؤولة”.
ومن الذين يعتبرون أنهم “يتبنون” هذه الدمى، تقول ليزا، وهي سيدة أمريكية تعيش في ولاية ميشيغان، عن دميتها “ستيليتو”: “إنها مسكونة بروح شابة كانت تحب ركوب الدراجات النارية، وهي فتاة قوية وصريحة وشجاعة، تواصلت معها عبر قراءة طاقتها، لقد أخبرتني عن تجارب محددة في حياتها السابقة كبشرية”.
وتعتبر ليزا أنها تحرس الأرواح التي تسكن الدمى المسكونة، وتجمع في منزلها الكثير منها.
وبعيداً عن المظهر اللطيف للدمية الشقراء “ستيليتو”، فإن بعض الدمى المسكونة، تبدو أكثر رعباً من غيرها، من البشرة البيضاء الشاحبة شحوب الموت، إلى الأطفال البدناء بوجوه ملائكية وذوي التجعيدات الخفيفة، وغالباً ما تأتي صورهم على مواقع المجتمع مصحوبة بطلبات لقراءة طاقة، أو للخلاص من شيء شرير يسكن الدمية.
ويستخدم البعض أدوات للتواصل مع الدمى، وتحدث بعض من هؤلاء عن أدوات “صيد الأشباح”، وكرات مضيئة، يقولون إن الأرواح تضيئها باللمس، وكذلك تطبيقات على الهاتف.
ويتحدث هؤلاء عن علامات تجاوب عدة تشير لكون الدمية مسكونة، كسماع صفير، أو طرق على الأبواب، أو حتى أن تتحرك الدمية أو تسقط أو تطير بشكل ما عبر الغرفة كأنها ترمى بقوة خفية.
الدمى المسكونة ليست ظاهرة حديثة، وعلى سبيل المثال، يبلغ عمر الدمية “روبرت” حوالي 120 عاماً ويستقر في صندوق عرض في متحف “فورت إيست مارتيلو” في فلوريدا منذ عام 1994.
يُشاع أنه تسبب في حوادث سيارات وكسور في العظام وفقدان الوظيفة والطلاق، ويُروى أن روبرت كان ملكاً لصبي يُدعى “أوتو” كان متعلقاً به حتى وفاته، وكان يأخذه معه في كل مكان ويشير إليه وكأنه حي.
ومثل معظم الأشياء، فإن الارتفاع الواضح في شعبية الدمى المسكونة يرجع إلى الإنترنت، مع ظهور أكثر من 1500 صفحة من نتائج البحث على موقع eBay، لست بحاجة إلى أن تكون خبيراً أو شخصاً يبحث بانتظام في أسواق التحف للحصول على دمية مسكونة.
غير أن الإنترنت يعج بالمحتالين والدمى المزيفة التاريخ، غير أن بعض الدمى المسكونة تباع بأسعار باهظة كذلك، لإشباع فضول المهتمين بعالم الماورائيات والنوادر والغرائب.
وتقو
وتقول