هزت قصة مأساوية مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، بعد أن شاركت السيدة BX خبر وفاة ابنها المراهق بشكل مفاجئ بعد استحمامه ليلًا، وأثار خبر وفاته حيرة الأطباء، وخيّم الحزن على عائلت التي نعته في منشور حزين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب وسائل إعلام فيتنامية، علق الدكتور دوان دو مانه، عضو جمعية أمراض الأوعية الدموية الفيتنامية، على حادث وفاة طالب في الصف العاشر (16 عامًا) بعد استحمامه ليلاً، موضحًا أنّ معدل الإصابة بالسكتة الدماغية في هذا العمر منخفض للغاية، لكنه قد يزداد في حال وجود أمراض قلبية وعائية أو تشوهات وعائية دماغية لم يتم تشخيصها.
وأضاف الطبيب أنّ الاستحمام ليلاً قد يتسبب في ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الشذوذات (أمراض قلبية وعائية أو تشوهات وعائية دماغية)، مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية والوفاة.
وكشف الدكتور دوان دو مانه، عضو جمعية أمراض الأوعية الدموية الفيتنامية، عن ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب بعد جائحة (كوفيد-19)، وأوضح أنّ عدد حالات السكتة الدماغية التي كان يتم تسجيلها في السابق بين الشباب (تحت 30 عامًا) كان لا يتجاوز حالة أو حالتين في العام، لكن بعد الجائحة، ارتفع هذا العدد بشكل ملحوظ، حيث يستقبل الأطباء الآن بين حالتين إلى ثلاث حالات شهريًا.
ويُحذر عضو جمعية أمراض الأوعية الدموية الفيتنامية، من مخاطر الاستحمام ليلاً، خاصةً على الشباب، مشيرًا إلى أنّ الاستحمام ليلاً قد يُسبب ضربة في أجهزة الجسم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ، ويزداد هذا الخطر إذا كان الشخص قد مرّ بتجربة مرهقة، مثل الدراسة أو ممارسة الرياضة، قبل الاستحمام مباشرةً، وفي هذه الحالة؛ قد يُسبب الاستحمام عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما قد يُؤدي إلى نزيف دماغي أو احتشاء دماغي (جلطة دماغية) بسبب تكون جلطات الدم في الشرايين.
الدكتور دوان دو مانه يحذر من أنّ الاستحمام في وقت متأخر جدًا من الليل قد يُعطل إيقاع الراحة اليومي للجسم، خاصة وأنّ هذا الوقت هو الذي يحتاج فيه الجسم إلى الراحة والاستعداد للنوم.
وتُحذر أيضًا الدكتورة ماي دوك ثاو، من قسم أمراض الأعصاب في مستشفى الصداقة في هانوي، من مخاطر الاستحمام في وقت متأخر من الليل، فعلى الرغم من أنّ الاستحمام وسيلة لتنظيف الجسم والاسترخاء، إلا أنّ اللجوء إليه في وقت متأخر جدًا لفترة طويلة، واستخدام الماء الساخن أو البارد جدًا، قد يُسبب العديد من العواقب الوخيمة، مثل شلل الوجه والدوخة والسكتة الدماغية أو القلبية.
وتقول «ماي دوك ثاو» إنّه لا يوجد دليل قاطع على وجود صلة مباشرة بين الاستحمام ليلاً والإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن تُشير بعض الدراسات إلى أن بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند الاستحمام ليلاً، مثل العمر وطريقة الاستحمام ودرجة حرارة الماء ووقت الاستحمام.
ويوضح الدكتور «ثاو» أنّ الجسم يُحاول دائمًا الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، حتى عند الاستحمام، وعندما تكون درجة حرارة الماء مختلفة بشكل كبير عن درجة حرارة الجسم، يضطر الجسم إلى بذل المزيد من الجهد للتكيف مع هذا التغير، ويحدث ذلك عن طريق تضييق أو توسيع الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، وعندما تنقبض الأوعية الدموية الدماغية، يقل تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يُؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
الخبراء يحذرون من مخاطر الاستحمام في وقت متأخر من الليل، وذلك لأن الجسم يكون أضعف في الليل، حيث يستعد للنوم، وبالنسبة للشباب الذين يلجأون إلى الاستحمام ليلًا بالماء البارد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام في الجسم وصداع مزمن.
وينصح الدكتور «مانه» باتباع النصائح التالية للاستحمام الصحي، خاصةً في الليل:
– الاستحمام مبكرًا: يُنصح بالاستحمام قبل الساعة التاسعة مساءً، وذلك لإعطاء الجسم وقتًا كافيًا للاسترخاء قبل النوم.
– استخدام الماء الدافئ: يُفضل استخدام الماء الفاتر بدلاً من الماء الساخن أو البارد، إذ يساعد على تنظيف الجسم دون التسبب في صدمة حرارية.
– تجفيف الجسم جيدًا: يُعد تجفيف الجسم جيدًا بعد الاستحمام ضروريًا لمنع الشعور بالبرد.
– ارتداء ملابس دافئة: يساعد ارتداء ملابس دافئة بعد الاستحمام على الحفاظ على حرارة الجسم وتجنب نزلات البرد.