شخّص الأطباء إصابة الطفل البلجيكي لوكاس، بنوع نادر من ورم الدماغ وهو في السادسة من عمره، لم يكن هناك شك في تشخيصه، وبالرغم من ذلك، فها هو بعد سبع سنوات، لم يتبق أي أثر للورم في دماغه.
لوكاس هو أول طفل في العالم يُشفى من الورم الدبقي في جذع الدماغ، وهو سرطان وحشي بشكل خاص، وفقًا للباحثين الذين عالجوه.
وقال غريل، رئيس برنامج أورام المخ في مركز “غوستاف روسي” للسرطان في باريس: “لقد تغلب لوكاس على كل الصعاب” للبقاء على قيد الحياة.
يتم تشخيص هذا النوع من الأورام، كل عام لدى نحو 300 طفل في الولايات المتحدة، وما يصل إلى 100 طفل في فرنسا، ويمكن للعلاج الإشعاعي في بعض الأحيان أن يبطئ التقدم السريع للورم العدواني، ولكن لم يثبت أي دواء فعال ضده.
سافر لوكاس وعائلته من بلجيكا إلى فرنسا حتى يصبح واحدًا من أوائل المرضى الذين انضموا إلى تجربة “بيوميد” التي تختبر أدوية جديدة محتملة لهذا الورم. وقد نجا سبعة أطفال آخرين في التجربة بعد سنوات من تشخيصهم، لكن لوكاس الوحيد الذي اختفى ورمه تماما.
وقال غريل إن سبب استجابة هؤلاء الأطفال للأدوية، دون الآخرين، يرجع على الأرجح إلى “الخصائص البيولوجية” لأورامهم الفردية، مشيرًا إلى أنه “كان لورم لوكاس طفرة نادرة للغاية نعتقد أنها جعلت خلاياه أكثر حساسية للدواء”.
يدرس الباحثون التشوهات الجينية لأورام المرضى بالإضافة إلى تكوين “عضيات” ورم، وهي عبارة عن كتل من الخلايا يتم إنتاجها في المختبر، بحسب دراسة نُشرت في مجلة “ساينس أليرت” العلمية.
وقالت ماري آن ديبيلي، الباحثة المشرفة على العمل في المختبر لوكالة “فرانس برس”: “سنحاول إعادة إنتاج الاختلافات التي حددناها في خلاياه في المختبر”.
يريد الفريق إعادة إنتاج اختلافاته الجينية في الأعضاء العضوية لمعرفة ما إذا كان من الممكن بعد ذلك قتل الورم بنفس الفعالية كما كان الحال في لوكاس.
وفي حين أن الباحثين متحمسون لهذا التقدم الجديد، إلا أنهم حذروا من أن أي علاج محتمل لا يزال بعيد المنال.