حالة من الذعر والهلع يعيشها مواطنو الإكوادور، بعد مقتل 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين على أيدي عصابات المخدرات، تسببت إثر اندلاع اشتباكات بينهم وبين عناصر الشرطة، إذ تعتبر مدينة جواياكيل الساحلية الواقعة في جنوب غرب البلاد معقلًا لعصابات المخدرات، وما زاد الأمر سوءًا هو هروب خوسيه أدولفو ماسياس الملقّب بـ«فيتو»، زعيم أخطر عصابة إجرامية في البلاد من سجنه.
بحسب جريدة «Times»، فإنّ أدولفو ماسياس، المعروف أيضًا باسم «فيتو» محتجز منذ عام 2011، ويقضي حكمًا بالسجن لمدة 34 عامًا بتهم الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والقتل، وبحسب إعلان متحدث باسم الحكومة في الإكوادور، فقد تمكن أخطر رجال العصابات من الفرار من السجن في نفس اليوم الذي كان من المقرر أن يتم فيه نقله إلى منشأة ذات إجراءات أمنية مشددة، ما استدعى إعلان الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا في البلاد، والتي يقال إنها تستلزم حظر تجوال ليلي وتعليق كل التجمعات.
ولد فيتو، في 30 سبتمبر 1979، ويعتبر أحد أخطر المجرمين في الإكوادور، الذي يتزعم عصابة «لوس تشونيروس»، التي تعمل في تهريب المخدرات والابتزاز، والتي ظهرت في مقاطعة مانابي غرب الإكوادور في أواخر التسعينيات، ويمتد النشاط الإجرامي للمجرم الهارب إلى خارج أسوار السجن، ويدعي البعض أنّه يعمل كذراع تشغيلية لعصابة سينالوا المكسيكية.
أصبح «فيتو»، صاحب الـ44 عامًا، زعيمًا للعصابة الأخطر في الإكوادور، بعد مقتل الرئيس السابق خورخي لويس زامبرانو جونزاليس، المعروف باسم راسكينيا، في عام 2020، وقد نشأ الزعيم الإجرامي في مدينة في الإكوادور على الساحل الأوسط، توصف بأنها موقع استراتيجي لتهريب المخدرات، ولديه أكثر من 10 قضايا بتهم تشمل القتل والسرقة والجريمة المنظمة وحيازة الأسلحة.
زعيم العصابة الهارب جرى احتجازه عام 2011، إلا أنّه تمكّن من الهرب من لا روكا في فبراير 2013، على الرغم من أنّ هذا السجن معروف بأنّه شديد الحراسة، ويقع ضمن مجمع سجون جواياس سيئ السمعة، وظل هاربًا لعدة أشهر قبل أن يتم القبض عليه مرة أخرى في مايو من العام نفسه.
وارتبط اسم المجرم الهارب «فيتو» باغتيال فرناندو فيلافيسينسيو المرشح الرئاسي المعروف بجهوده في القضاء على الفساد، بعدما قُتل على يد أحد الأشخاص الذي أطلق عليه النار 3 مرات في رأسه، بينما كان يستقل سيارته في العاصمة كيتو، وقبل وفاته بأيام، قال «فيلافيسينسيو» إنه تلقى تهديدات بالقتل من «فيتو» وأيضًا عديد من الأشخاص، بما في ذلك الجماعات الإجرامية المنظمة في المكسيك والإكوادور: «إذا واصلت ذكره وعصابته، فسوف يهاجمونني أو يحاولون قتلي».
وفي غشت 2023، نقل «فيتو» إلى أقصى درجات الحراسة في مدينة جواياكيل في محاولة للحد من نفوذه، وشارك نحو 3600 فرد من قوات الأمن من الشرطة والجيش في العملية لنقل فيتو إلى أقصى درجات الأمن، لكن أنباء اختفائه ظهرت لأول مرة بعد أن قال الجنرال سيزار زاباتا للصحفيين خلال مؤتمر صحفي يوم الأحد الماضي، إن القوات المسلحة لاحظت اختفاء سجين -لم يذكر اسمه- في مجمع السجون.
وفي مقابلة مع محطة التليفزيون المحلية تيلي أمازوناس، قال المتحدث باسم الحكومة إيزوريتا إنّ «فيتو» هرب على الأرجح قبل ساعات فقط من ملاحظة مسؤولي السجن غيابه خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تحذيره من أنه سيتم إعادته إلى مركز احتجاز أكثر أمانًا، وأضاف إيزوريتا أن هروب «فيتو» هو نتيجة لنظام سجون فاشل تمامًا.