جلست امرأة سبعينية على مقعدها خلال رحلتها الجوية تحلم بالوصول لوجهتها وما ستفعله في مدينة «نيس» الفرنسية التي تزورها قادمة من لندن، غير أن نهاية مأساوية كانت في انتظارها بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة بالجو نتيجة إصابتها بنوبة قلبية، دون أن يشعر بها أي أحد من أفراد طاقم الطائرة أو الركاب الذين اعتقدوا أنها نائمة طوال الرحلة، ولم يكتشفوا الأمر إلا خلال مغادرتهم الطائرة فور وصولها.
حالة من الفزع والهلع انتابت الركاب عندما اكتشفوا أن السيدة المسنة لا تستجيب لندائهم لمغادرة طائرة الخطوط الجوية البريطانية بعد وصولها من مطار هيثرو إلى مطار مدينة «نيس» الفرنسية، وفقا لموقع «نيوز» الاسترالي.
بعد هبوط الطائرة مساء الخميس بدأ الركاب في جمع أمتعتهم والاصطفاف استعدادا للنزول، ثم أدركوا أن الراكبة، التي ظنوا أنها كانت نائمة لم تستجب، وأخبروا المضيفات بما يجري وجرى الاتصال بخدمات الطوارئ، لكن محاولات إنقاذها باءت بالفشل.
مسؤول في مطار نيس صرح بأنه يعتقد أن المرأة البالغة من العمر 73 عامًا، والتي لم يتم الكشف عن هويتها، أصيبت بنوبة قلبية خلال الرحلة الجوية.
وقال مطار نيس لصحيفة «ذا كونيكسيون» الفرنسية إنه يعتقد أن المرأة أصيبت بنوبة قلبية، وأن الركاب نبهوا المضيفات اللاتي اتصلن بمراقبة الحركة الجوية لخدمات الطوارئ، ووصل رجال الإطفاء والمسعفين وحاولوا إنعاش المرأة، لكن تم إعلان وفاتها حوالي الساعة 10 مساء.
وقالت شركة الطيران: «للأسف، توفى أحد العملاء على متن رحلة جوية من لندن هيثرو إلى نيس، مضيفة أن مشاعرها مع عائلة العميل في هذا الوقت العصيب، ولا يمكننا تقديم أو تأكيد مزيد من التفاصيل حول الراكبة».
وكان الركاب يجمعون أمتعتهم اليدوية ويصطفون في الممرات للنزول بعد أن هبطت الطائرة في الساعة 9:07 مساء بالتوقيت المحلي عندما أدركوا أن الراكب لم يكن يستجيب، وفقا لموقع «The Connexion».
حالات الوفاة في الجو هي أمر لم يختبره سوى عدد قليل جدا من الأشخاص، بحسب ما ذكر موقع «نيوز» الأسترالي، مشيرًا إلى أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) يوصي أطقم الطيران بإرشادات حول كيفية الاستجابة لحالة الوفاة على متن الطائرة، بعد عدم إمكانية مواصلة عملية الإنعاش، وتتضمن نقل الجثة إلى أحد المقاعد – أو منطقة أخرى من الطائرة – وتغطيتها وتقييدها حتى وصول السلطات المحلية، بعد إبلاغ قائد الرحلة بالوضع، للمساعدة في نقلها.
غشت من هذا العام شهد حالة وفاة طيار على متن رحلة جوية من ميامي إلى تشيلي، مما اضطر مساعديه إلى القيام بهبوط اضطراري في بنما، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الممرضون والأطباء الذين كانوا على متن الطائرة أثناء الهبوط، إلا أنه لم يتمكن من إنعاشه، بحسب ما ذكر موقع «نيوز» الأسترالي.
شاب بريطاني يبلغ من العمر 25 عامًا أيضا توفى يونيو الماضي على متن رحلة جوية من لندن إلى نيويورك بعد إصابته بنوبة ربو وإسقاط جهاز الاستنشاق الخاص به.
في أبريل 2019، توفيت امرأة من ملبورن بشكل غير متوقع أثناء عودتها إلى منزلها على متن رحلة كانتاس من لوس أنجلوس، كما شهد يوليو من العام السابق، وفاة راكب آخر من شركة كانتاس على متن رحلة من لندن إلى سيدني بعد إصابته بمرض خطير في الجو واضطر إلى الهبوط الاضطراري في أديلايد.