قطعة خشبية عمرها 2 مليون عامًا، ظلت صامدة رغم ما حولها من انهيارات، لتكون واحدة من الشواهد التاريخية التي اكتشفها مجموعة من علماء الآثار على طول ضفة نهر زامبيا.
وسيطرت حالة من الدهشة على علماء الآثار بمجرد النظر إليها بسبب شكلها، الذي يبدو محتفظًا بقوته رغم عوامل الزمان.. لذا نستعرض قصة الخشبة وشكلها.
تتخذ القطعة الخشبية شكلًا غريبًا بعض الشيء، فهي طولية تم العثور عليها على ضفة نهر زامبيا، وتتآلف من قطعتين خشبيتين متشابكين معًا، ثقيلة ومتينة، وتأتي على شكل حرف X ، إذ ثبتت القطعة العلوية مع الأخرى بطريقة محكمة لتشكل زاوية قائمة، هذا بحسب ما أشارت إليه إحدى الدراسات الخاصة بصناعة الأدوات الحجرية نقلًا عن موقع «CNN» العربية .
وعلق «داولر» أحد العلماء اللذين عثروا على تلك القطعة، قائلا إن الأمر يبدو غريبًا وغير عاديًا، فعادة ما تتعفن المواد العضوية وتتحل سريعًا وبسهولة، لذا يتم على الأغلب حفظها داخل السجل الأثري، إلا إن هذه القطع الأثرية تساعدنا في التعرف على الفترة الزمنية التي ظلت بها.
أما عن سبب بقائها طوال هذه المدة، فأرجع العالم ذلك إلى ارتفاع مستويات المياه ووجود رواسب دقيقة كانت هي السبب وراء الحفاظ على الخشبة بتلك الهيئة التي بقيت عليها، لذا وصفت تلك القطعة الخشبية بكونها ليس لها مثيل.
تشير تلك القطعة إلى وجود طبيعة خاصة في فترة تواجدها، فكانت تعتمد في تغذيتها على الشلالات باعتبارها مصدرًا موثوقًا للمياه، تساعد في جعل الحياة أكثر استقرارًا.
قال الباحث الجيولوجي: «القطعة احتاجت عملية صناعتها لحرفية عالية، فهي ليست طبيعية، بل تم التعديل عليها عمدًا باستخدام أدوات حجرية، لتكن بهذا الشكل النهائي، وقد توصلنا إلى ذلك، بعد محاولاتنا العديدة لصناعة قطعة شبيهة، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، ولم تكن هذه القطعة الوحيدة ذات العمر الطويل فهناك عدد من القطع الأخرى».
– أقدم قطعة أثرية خشبية كانت معروفة، هي قطعة من الخشب المصقول عمرها 780 ألف عام.
– أقدم الأدوات الخشبية للبحث عن الطعام والصيد المسجلة – المكتشفة في أوروبا يعود تاريخها إلى حوالي 400 ألف عام.
– هياكل من العظام أو الهوابط منذ حوالي 175000 سنة.
وكانت القطعة الخشبية قديمة جدًا، بحيث لا يمكن تأريخها مباشرة باستخدام تقنيات الكربون المشع، وبدلاً من ذلك، استخدم الفريق تقنية تسمى التأريخ بالتألق، والتي تضمنت قياس النشاط الإشعاعي الطبيعي في المعادن في الرواسب الدقيقة التي غطت الخشب لمعرفة متى تعرض لآخر مرة لأشعة الشمس.
وتساعد هذه الاكتشافات العملية على تسليط الضوء على ملامح زمنية قد يجهلها الكثيرون.