تتواصل تداعيات الفيضانات والسيول التي شهدتها ليبيا، على خلفية إعصار “دانيال” الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، وما أظهرته المشاهد التي وثقت هذه الكارثة.
وكان أحد هذه المشاهد الإنسانية، ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، من مقطع فيديو مؤثر من مدينة درنة الواقعة شرقي البلاد، لشاب ينادي على والدته التي حوصرت بين الأنقاض.
وكان الابن يطمئن على حالتها ليعرف إذا ما كانت لا تزال على قيد الحياة أم لا، ليأتيه صوتها تطمئن عليه أيضا رغم حصارها بين الأنقاض.
وعندما سمع صوتها، كان يتردد بخوف حتى أخذته الفرحة وصاح: “أمي حيّة”، وطلب منها الهدوء ليتمكن من إخراجها وإنقاذها.
ولم تستطيع الوالدة من كبح غريزة الأمومة وخوفها على أبنائها، رغم وجودها تحت الأنقاض، وردت على نجلها الذي نادى عليها قائلا: “يا أمي أأنت حية؟”، وبعد لحظات تجيبه قائلة: “هل أنتم أحياء؟”.
وتفاعل العديد مع المقطع الذي انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أنه في العاشر من شتنبر الجاري، اجتاح إعصار مدمر عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، ما خلف دمارا كبيرا وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين والمفقودين.
واجتاح الإعصار المسمى “دانيال”، بسرعة بلغت 180 كيلومترا في الساعة مع كميات قياسية من المياه، سدين يعود تاريخهما إلى السبعينيات، ما أدى إلى إطلاق ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي ضربت بعنف غير مسبوق، منازل مدينة درنة الواقعة شمال غربي البلاد، التي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 إلى 90 ألف نسمة، فيما اختفت أحياء بأكملها.
يا أمي أنت حيه
حيين أنتم
حييين ونموت دونك
حيه علي كبد الام 💔الحمد لله اللي لم شملهم 🤲 #درنة pic.twitter.com/hBoUuNo1OQ
— Salem Almanaay (@Salem_Almanaay) September 15, 2023