لبنى أزابال: أهمية فيلم “المسيرة” كبيرة بالنظر لما يحصل اليوم في فرنسا وأوروبا

في هذا الحوار مع جريدة الوطن الجزائرية تتحدث الممثلة البلجليكية من أصل مغربي لبنى أزابال عن آخر أفلامها “المسيرة” وعن راهنيته، وعن دور خيرة الذي مثلته في الفيلم، وعن ذكرياتها خلال التصوير في الجزائر وعن ما إذا كانت تحلم بالاشتغال في هوليود.

هل تعتبرين “المسيرة” فيلما تاريخيا…
هو فيلم مهم. قبل ثلاثين سنة كان العرب يقتلون وكانوا مرتكبو تلك الجرائم يعاقبون بستة أشهر سجنا كأقصى حد. لقد كنا في سياق قتل فيه 200 شخص في ظرف سنة ونصف أو سنتين. بالتالي، أجل، كان هناك جانب حيوي وملح بالنسبة لهؤلاء الشبان (الذين قادوا مسيرة 1983 ضد العنصرية)، جعلهم يرفعون هذا الرهان المجنون من خلال القول “سوف نقوم بمسيرة مثل غاندي”. وهكذا نجحوا في تعبئة 100 ألف شخص في النهاية. هذا الفيلم هو وخزة للتذكير، وأهميتها أكبر اليوم بالنظر لما يحصل في فرنسا حيث يتم شتم الوزراء فقط لأنهم زنوج. لقد أصبح الأمر عاديا…
هو فيلم راهني إذن…
هو فيلم يجيب على راهنية من خلال مصادفة مدهشة ومثيرة للأسف في نفس الوقت. اليوم، لم نعد نخشى أن نقول أن المهاجرين هم من يغرقون البلد، في حين أنه قبل ثلاثين سنة كان هناك نوع من “التورع السياسي”…
أصبح الأمر عاديا إذن…
أجل لقد أصبح عاديا تماما. عندما ينخرط السياسيون في هاته اللعبة، أي تصرف يمكن أن تنتظره من المواطنين؟ بالتالي، هذا الأمر يفتح الباب لخطابات أخرى من هذا النوع. هذه العدوى انتشرت للأسف في أوروبا، وهو أمر خطير حقا.
هل كانت هذه المسيرة هي الوسيلة الوحيدة للتعبير؟
كان الخيار بين القيام بمسيرة أو السعي وراء الانتقام. مثلا، شخصية خيرة التي أؤديها في الفيلم، انخرطت في مسيرة سلمية ولكنها شخص عنيف في داخلها. لكن شيئا فشيئا تتعلم كيف تكبح جماح غضبها وكيف تمرره عبر القناة المناسبة.

فيلم “تحيا الجزائر” كان مغامرة جميلة بالنسبة لك…
قضيت شهرين بالجزائر العاصمة لتصوير فيلم “تحيا الجزائر”. أحبب ذلك، لقد كان أمرا رائعا. جئت للعاصمة في وقت بدأت تتعافى فيه ببطئ من عشرية من الإرهاب. الجروح كانت ما تزال مفتوحة، لقد كان أمرا مؤثرا. أعتقد أننا كنا أول فريق عمل أوروبي وفرنسي يجرأ على القدوم إلى الجزائر، ولقد كان أمرا جيد أننا قمنا بذلك في ذلك الوقت. هذه أحد أدوار السينما، بعث الروح من جديد وفتح النوافذ وجعل الهواء يدخل وتضميد الجراح…ما حصل للجزائر كان مريعا.
هل يمكن اعتبار العمل في فيلم بميزانية ضخمة بأنها فرصة كبيرة…
الأمر لا يستهويني إلى هذه الدرجة. أكون سعيدة إذا كان المشروع يخاطبني. العمل في فيلم بميزانية ضخمة هو أمر رائع إذا ما كان نريد أن نشتري شقة في نيويورك. ولكن بما أن ذلك ليس ضمن أولوياتي، أقبل بالدور عندما يعجبني السيناريو، سواء كان فيلما بميزانية ضخمة أو من نوعية أفلام المؤلف. أما إذا لم يعجبني السيناريو، فلا أؤدي الدور.

وماذا عن اشتغالك في فيلم “حفنة أكاذيب” تحت إشراف ريدلي سكوت…

هي تجربة فريدة ورائعة جدا، لا شك في ذلك. تجد نفسك في موقع تصوير حيث توجد عشر كاميرات ولا أدري كم من مصور، بالإضافة فريق كبير جدا من العاملين وديكور ضخم… وتحظى بفرصة أن يقول لك لينواردو ديكابريو صباح الخير كل يوم…لكنني لا أسعى بالضرورة وراء ذلك.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *