عبر بعض سكان منطقة زايدة التابعة لإقليم ميدلت، لموقع “مشاهد 24” عن تخوفاتهم من آثار شح المياه بعدد من الآبار والمطفيات، جراء ارتفاع الحرارة التي تصل إلى 48 درجة، في وقت يعجز السكان عن سد هذا الخصاص المتفاقم، خاصة هذه السنة.
كما ذكر هؤلاء السكان لموقع “مشاهد 24″، أن العديد من الفلاحين الصغار عجزوا عن توفير السقي الكافي لمزروعاتهم، في ظل نضوب المياه على نحو كبير، غالبا ما سيؤثر على مردودية إنتاج التفاح الذي تشتهر به المنطقة، والذي يبدأ موسمه شهر شتنبر المقبل.
من جهة أخرى، أوضح هؤلاء السكان أن قلة التساقطات الثلجية بالمنطقة هذه السنة، ساهم في شح المياه بمعظم الآبار التي تتوزع بعدد من القرى التابعة لمنطقة زايدة، في إشارة إلى أن الكميات الهائلة للثلوج التي تشتهر بها مناطق الأطلس الكبير الشرقي، تعد أهم مورد يزود السكان بالمياه بعد ذوبانها.
وفي خضم معاناة السكان مع قلة مياه السقي، يلجأ بعضهم إلى قطع مسافات طويلة ووعرة، لجلب ما تسير منها، في بحث مضني عن الآبار المتوفرة على المياه، وإن كان واقع الحال يؤكد أن معظم الدواوير بمنطقة زايدة لا تمتلك ما يكفي من الفرشاة المائية لتعويض النقص الحاد في هذه المادة الحيوية.
ووفق ما ذكره بعض السكان لموقع “مشاهد 24″، فإن منتوج التفاح وإن استطاع الفلاحون جنيه هذه السنة، فإن جودته ربما تقل عن الجودة المعروفة بهذه المنطقة، بعدما بذل الفلاحون مجهوداتهم في توفير قدر الإمكان مياه السقي لمزروعاتهم ومنتوجاتهم الفلاحية.
وتبقى منطقة زايدة التابعة لإقليم ميدلت، والتي تبعد عن مركز تونفيت بحوالي 48 كيلومترا، تفتقد لمجموعة من المقومات التي يمكن أن تقلص هوامش الإكراهات والمشاكل في جميع القطاعات، حيث تشهد نقصا حادا في البنيات التحتية، طرق هشة ومسالك محفرة، وأخرى غير معبدة، كما تفتقر إلى المستشفيات والمرافق الاجتماعية والتعليمية، أما رواجها التجاري فينبني على الرعي وحطب التدفئة، كمورد أساسي للعيش، مع استثمارات ضعيفة في الفلاحة التضامنية التي لا تحقق ربحا كبيرا، بقدر ما تحقق بعض الاكتفاء الذاتي للسكان.
كما أن سكان زايدة يعانون خصاصا كبيرا في الأنشطة المدرة للدخل، في حين تغيب لديهم فرص أخرى للاستثمار في الموارد الطبيعية التي تتميز بها المنطقة مثل زراعة البطاطس والتفاح.