في احتجاج الشرطة… !

 

أن تكون ضد السلطة، فذاك شأنك.. ومن حقك. أن تنتقد السياسات والبرامج، فذاك رأيك… ومن حريتك. أن تحتج وتتظاهر للمطالبة والمغالبة، فذاك نهجك… ومن اختيارك. لكن أن تحرف الكلم عن مواضعه، وتخرج الأحداث عن سياقها، وتخضع منطق الأشياء لهواك، وتفسر التطورات وفق أحكام مسبقة وبما يخدم أهدافا غير أهدافها، ويبرر التحريك ويغطي على المحرك فذاك عمل غير شريف، وتسميم مخيف، وتضليل وتحريف، وتزوير للحقائق و”تخريف”..
الكثير من القراءات السياسية والإعلامية لاحتجاجات الشرطة، حاولت إخراج “الحدث” عن سياقه، وقراءته قراءة بعضها مغرض، وبعضها تعبير عن أماني أكثر منه تحليل موضوعي، وبعضها الثالث استغلال “فاحش” للحدث خدمة لمآرب ضيقة.. وقليلة هي تلك القراءات الهادئة التي وضعت “الأصبع على الجرح”، وأشارت إلى “الانزلاق الخَطِرْ”، مع تأكيدها طبعا على حق الشرطة في المطالبة بحقوقها الاجتماعية والمهنية، وحقها في تأسيس نقابة تدافع عن ذلك..
لا أحد ينكر أن عناصر الشرطة كبقية المواطنين يعانون من مشاكل وأزمات تدفعهم إلى الاحتجاج والمطالبة بحلها وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمعيشية والمهنية، لكن أن يلجأ هؤلاء إلى “خرق القوانين” وتنظيم مسيرات احتجاجية تجوب الشوارع، ويهتفون هتافات سياسية فهذه “سابقة” غريبة تنذر بأن الوضع غير سليم، وبأن احتجاجات الشرطة فيها “إن” لأنها تتناقض وماهية الشرطي ووظيفته.. بعض السياسيين – كرئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية مثلا – قالوا إن احتجاجات الشرطة كانت نتاج “تحريك” لكن لا أحد يتمنى أو يقبل أن تصل “المغامرة السياسية” إلى “المقامرة” باستعمال قطاع حساس كجهاز الشرطة في إدارة الصراع السياسي وتصفية الحسابات..

*كاتب جزائري/ “الشروق” الجزائرية

اقرأ أيضا

المفتي العام للقدس يشيد بالدعم الذي يقدمه المغرب بقيادة الملك لدعم صمود الشعب الفلسطيني

أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد …

المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين

أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …

مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة

شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *