تناولت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية موضوع الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تونس في ظل غياب السياح.
الصحيفة أكدت أن الشواطئ التونسية تكون ممتلئة عادة في وقت الذروة بالزوار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ليعوضهم الروس والجزائريون.
غياب السياح الأوروبيين كما ذكرت الجريدة هو نتاج للعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا تونس في 2015، مجبرة السياح على تجنب زيارتها وموجهة ضربة موجعة لقطاع حيوي تعتمد عليه البلاد كمصدر للعملة الأجنبية.
تراجع السياحة التونسية، تقول ”فاينانشال تايمز” ، يشكل تحديا كبيرا لبلد يسعى لتحقيق النمو الاقتصادية وخلق فرص الشغل لأبنائه الذين ينجذب عدد منهم لبروباغاندا تنظيمات متطرفة مثل “داعش”.
الصحيفة أشارت إلى أن تونس استقبلت في 2010 ما مجموعه 7 ملايين زائر خلفوا مداخيل بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي. بيد أن العام شهد تراجع عدد القادمين إلى 5.5 مليون سائح، كما تضاءلت المداخيل التي انحصرت في 1.5 مليار دولار.
ورغم تعزيز الإجراءات الأمنية في تونس وتشديدها عقب الهجمات الإرهابية، إلا أن السفن التي أقلت السياح خارج البلاد لم تعد من ذلك الوقت، تضيف الجريدة البريطانية.
لأجل مواجهة هذه الوضع، أكدت ”فاينانشال تايمز” أن تونس سعت للاستفادة من متاعب منافسيها الإقليميين في المجال السياحي مثل مصر وتركيا، كذا استهداف أسواق جديدة خاصة روسيا والجزائر.
التوتر التركي الروسي ساعد تونس على استقطاب 350 ألف سائح روسي في 2015، وهو رقم قياسي بحسب ما تؤكده الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، لكن هذا الرقم لا يعوض مع ذلك، تضيف الجامعة، خسارة السياح الألمان والفرنسيين والبريطانيين.
وتشير الأرقام إلى كون 1.4 مليون سائح فرنسي زاروا تونس في 2014 مقابل 213 ألف زائر فقط هذه السنة.
هذا الوضع دفع الوحدات الفندقية لتخفيض أثمنتها من أجل استقطاب السياح. تراجع عدد الزوار في تونس رافقه أيضا تراجع في معدل إنفاق السياح الذي انتقل من ما بين 50 و60 يورو يوميا إلى 30 يورو فقط.
تأثير تراجع السياحة يمتد إلى القطاع البنكي، تضيف الجريدة، الذي أصبح مثقلا بالقروض التي منحها لقطاع فندقي غير يعاني مشاكل كبيرة.