صدر حديثا كتاب للباحث حسان بوكيلي، يحاول من خلاله التطرق لآليات تنظيم واشتغال المعجم الذهني والبنية المعقدة للمعرفة والذكاء لدى الإنسان .
ويتناول هذا الكتاب، الذي يحمل عنوان ” المعجم الذهني .. بحث في آليات النفاذ النفسية والمعرفية “، الخريطة الذهنية للإنسان في الجانب المتعلق باللغة المستعملة في أبعادها المتعددة.
واعتبر الكتاب ، الصادر ضمن منشورات (الزمن) ، أن المعجم الذهني الذي يستعمله الإنسان، منظم بشكل نسقي وتحكمه قواعد مضبوطة ، مشيرا في هذا السياق إلى أن الزمن الذي يقضيه الإنسان في استحضار الكلمات، يتأرجح بين السرعة والبطء تبعا لطبيعة الكلمات التي نبحث عنها.
وبعد أن سجل أن عدد الكلمات التي يتمثل بها الإنسان العالم تتميز بمحدوديتها، وتتسع باتساع معرفته ، أشار – على سبيل المثال لا الحصر – إلى أن عدد الكلمات التي يتمثل بها الإنجليزي الراشد محيطه والعالم ، لا يتعدى في أحسن الأحوال خمسين ألف كلمة.
وتساءل في هذا الصدد عن الكيفية التي يستعمل بها الإنسان الكلمات، ويكتسبها ويشغلها ويربط بينها؟ وساق مثالا له دلالات عميقة بالنسبة للفلسطيني، الذي لا تخرج جل كلماته المستعملة ، عن إطار الحجارة والقدس والسلام والقصف والاحتلال وطائرة الأباتشي والشرق الأوسط وغزة والاستشهاد والانتفاضة والمقاومة، وفلسطين.
للمزيد:البعد الدينى في العلاقات الدولية: قراءة مفاهيمية
وفي سياق متصل اعتبر الكتاب أن كل هذه الأمور يتم اختصارها في المجالات المعقدة للمعرفة والذكاء بمعناها الواسع ، والتي تضم التمثيل المعرفي والسيرورة اللغوية وآليات التعلم والعمال الفكري والمنطقي وحل المشاكل، ذلك بالاعتماد على مجموعة من الأدوات التي يستعيرها الإنسان من علوم متاخمة ترتبط بمجال الذكاء الاصطناعي وعلم النفس المعرفي.