رجل قطع مسافة 44 ألف كيلومتر، سنة 2013؛ فيما بلغ مجموع مسافة تحركاته 30 ألف كيلومتر، عام 2012. وإلى حدود منتصف شهر أبريل من السنة الجارية، فإنه قطع نحو 20 ألف كيلومتر.. هو في طنجة ثم الدار البيضاء، فرحلة إلى إفريقيا ثم تطوان، وبعدها الداخلة.. لا مجال للجمود في مكان واحد عند الملك محمد السادس. عرشه يتحرك في كل مكان، وما يقضيه حركة في عام واحد يعادل دورة وأكثر حول الأرض.
بهذه الكلمات استهل يوسف جيجيلي، مدير نشر أسبوعية ” الآن”، افتتاحية العدد الجديد، الذي خصص موضوع الغلاف، لتحركات العاهل المغربي، واضاف قائلا:” في مجلة «الآن»، ارتأينا أن نقوم بتمرين صحافي يجري به العمل لدى كبريات المؤسسات الصحافية في الدول الديمقراطية؛ وهي تقيس فاعلية رئيس الدولة من خلال تحركاته، وبالأرقام. تحتسب لقادة الدول المسافات التي يقطعونها، سواء داخل بلدانهم أو خارجها، من أجل تعزيز تصور أصيل حول مقدرتهم على الحضور المادي لذواتهم؛ في مواجهة القضايا المحلية والعالمية، وفي تعزيز الارتباط بمواطنيهم والدفاع عن مصالحهم في الداخل والخارج. ”
وأردف موضحا:”في حالة الملك محمد السادس، يجب أن يُجرى هذا التمرين، غير المسبوق، لدعم فكرة معروفة: إن ملك المغرب دائم الحركة. وكما تروي قصة «ملك الفقراء»، فإن محمدا السادس يدفع بنفسه في كل الواجهات؛ والحصيلة هي أن ما يقطعه في عام واحد يعادل دورة كاملة وتزيد على الأرض، وهو ما ستقرؤونه في البيانات التحليلية الواردة في ملف “الآن””.
“ولأن هذا التمرين، يجب أن يبلغ مداه الأقصى، يضيف كاتب الافتتاحية، فإن تحليل بيانات حركة الملك كشف أن محمدا السادس أجرى 60 زيارة داخل بلاده وخارجها؛ وحينما ذهب إلى إفريقيا هذه السنة، فقد قطع مسافات تقدر بمدار الأرض كله. ووفق ما ما تلخصه جميع البيانات والرسومات التخطيطية الواردة في ملف «الآن»، فإن الملك ليس «قائد مكاتب»، وليس بملك قاعد في عاصمة بلاده. إن ما يقضيه حركة خارج قصره في العاصمة يعادل تقريبا ثلثي عمره. وهذه كلها أرقام مذهلة”.
“لماذا هذا التمرين؟”، يتساءل جيجيلي، في الختام، قبل أن يجيب:” لأننا نريد أن نعكس حجم المجهود المبذول من أعلى رأس الدولة في مسار الإصلاح؛ وبالتحديد ذلك الذي يرتبط بحضور ذاتي للملك في الجهات والمدن والمداشر. تقول الرواية إنه، في غشت 2000، كانت طائرة تقل الملك محمدا السادس قد دخلت سماء إقليم فكيك. كان برفقة الملك مستشاروه ومساعدوه وباقي وزراء حكومة عبد الرحمان اليوسفي، ومن ضمنهم محمد اليازغي. استغل القيادي اليساري تلك الفرصة ليشعر الملك بأهمية اللحظة؛ لأن محمدا السادس كان أول ملك علوي، بعد أزيد من 150 عاما، يطأ أرض فكيك. كان الدرس التاريخي صادما، لأن المنطقة كانت تمثل لدى العلويين، منذ عهد المولى عبد الرحمن، نذير شؤم عقب هزيمة إيسلي في مواجهة الفرنسيين. وضع اليازغي الملك في هذا السياق التاريخي؛ لكن محمدا السادس لم يركن في جوابه إلى ما تمثله اللحظة من عمق تاريخي فحسب. وقد أفهم الملك الجميع، حينها، أن لا شيء يمكنه أن يعيقه عن بلاده؛ لا شؤم تاريخ ولا قسر جغرافيا. سيذهب الملك إلى أي مكان وجد فيه مواطنيه، وهو يقول: «جميع المغاربة لهم الحق في رؤية ملكهم، وسنعمل على زيارة جميع ربوع المملكة، بمدنها وقراها». ومن تلك اللحظة، لم يطبق الملك سوى ذلك العهد”.
اقرأ أيضا
المغرب.. تحديات وطموحات لا تنتهي
للوهلة الأولى يبدو للملاحظ الذكي أن المغرب في حركة دائبة وتفاعل واقعي وحذر مع محيطه …
ركائز مهمة للعلاقات الإماراتية- المغربية
لا خلاف على أن العلاقات الاماراتية- المغربية تتمتع بعمق تاريخي بدأ مع وضع أسس هذه …
الإرهاب والتجربة المغربية
سجل المغرب حضورا وازنا على الصعيد الدولي في الآونة الأخيرة، بعد الكشف عن الدور الرئيسي …