أشرف الملك محمد السادس، امس الثلاثاء بالقنيطرة، على إطلاق وزيارة مشاريع سوسيو- اقتصادية هامة من شأنها جعل عاصمة الغرب تتبوأ مكانتها كقطب محوري للتنمية ، وبالتالي الاطلاع بدورها كقاطرة لمجموع جماعات الجهة.
وهكذا، أشرف العاهل المغربي على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة تصفية المياه العادمة لمدينة القنيطرة وجماعتي المهدية وسيدي الطيبي، وبناء المستشفى الجهوي للقنيطرة، إلى جانب زيارته للمحطة الصناعية المندمجة الواقعة بجماعة عامر السفلية (إقليم القنيطرة).
وتعد محطة تصفية المياه العادمة، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 600 مليون درهم، الحلقة الأساسية في منظومة التطهير السائل للمدينة، بالنظر إلى كونها ستعمل على تصفية مجموع المياه العادمة لمدينة القنيطرة وجماعتي المهدية وسيدي الطيبي قبل صرفها في وادي سبو.
وستعمل المحطة المزمع إنجازها، والتي ستستجيب للمعايير الدولية وتتوفر على آخر التكنولوجيات المعتمدة في مجال معالجة المياه العادمة، وفق نظام تصفية المياه من صنف “الحمأة المنشطة ذات الحمولة المتوسطة”، وذلك بقدرة معالجة تقدر ب 700 ألف معادل نسمة في سنة 2020، ومليون و50 ألف معادل نسمة في أفق سنة 2030.
وستؤمن محطة التصفية ، التي ستشيد على مساحة 12 هكتار منها 7 هكتارات برسم الشطر الأول و5 هكتارات في إطار التوسعة المزمع إنجازها مستقبلا، إنتاج 50 بالمائة من حاجياتها من الطاقة الكهربائية بفضل سلسلة معالجة الأوحال “التوليد المشترك” وتثبيت ألواح الطاقة الشمسية.
ويندرج هذا المشروع ، الممول من الميزانية الخاصة للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بإقليم القنيطرة والبرنامج الوطني للتطهير السائل، في إطار تنفيذ برنامج التطهير السائل لإقليم القنيطرة، المنجز على أربعة أشطر (2004- 2019)، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 287ر1 مليار درهم.
أما مشروع بناء المستشفى الجهوي للقنيطرة (600 مليون درهم)، فينسجم تمام الانسجام، مع أهداف المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة للإقليم (2015- 2020)، الذي أطلقه الملك محمد السادس يوم 7 أبريل الماضي، والذي يروم تمكين إقليم القنيطرة من بنية تحتية اجتماعية للقرب ذات جودة تستجيب لحاجيات المواطنين من حيث العرض الصحي.
وسيشتمل المستشفى ، الذي ستستفيد منه ساكنة إجمالية يقدر عددها بمليون و840 ألف نسمة (52 بالمائة بالوسط القروي)، ويتسع ل 450 سرير قابلة للزيادة إلى 600 سرير، على أربعة أقسام (صحة الأم والطفل، الجراحة، الطب العام، المستعجلات والإنعاش)، وأجنحة تقنية متطورة، ومصالح متخصصة للفحوصات، ومركز لتصفية الدم، فضلا عن جميع المرافق التي يتطلبها هذا النوع من المنشآت.
وسيتيح هذا المستشفى، الذي سينجز في ظرف 36 شهرا، ضمان المزيد من التكامل على مستوى الخريطة الصحية للجهة، إضافة إلى تخفيف الضغط الحاصل على المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط.
وبهذه المناسبة، أشرف العاهل المغربي على تسليم ثلاث سيارات إسعاف مجهزة ، من صنف مصالح المساعدة الطبية المستعجلة ، للمندوبية الجهوية للصحة. كما سلم وحدة طبية متنقلة مجهزة وسيارة إسعاف للجماعة القروية بنمنصور، إضافة إلى أربع سيارات إسعاف لفائدة المجلس البلدي لسوق الأربعاء الغرب والجماعات القروية للا ميمونة والمكرن وسيدي محمد لحمر.
وقد تم اقتناء السيارات الخمس الأخيرة إلى جانب الوحدة الطبية المتنقلة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وبخصوص المحطة الصناعية المندمجة “أطلانتيك فري زون” (المنطقة الحرة الأطلسية)، التي زارها العاهل المغربي فتندرج في إطار تنفيذ الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، والذي يسعى إلى الرفع من جودة العرض المغربي في هذا المجال واستقطاب الاستثمارات، سواء منها الوطنية أو الأجنبية.
وقد تمكنت “محطة أتلانتيك فري زون”، الواقعة على بعد عشر كيلومترات من المدخل الشمالي لمدينة القنيطرة والتي كان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازها في 23 أبريل 2010، منذ إطلاق تسويق شطرها الأول أواخر سنة 2012، من تحقيق نجاح كبير لدى الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين والدوليين من خلال إحداث أزيد من 10 آلاف و500 منصب شغل مباشر وملياري درهم من الاستثمارات.
ويتعلق الأمر بإحدى أولى المناطق الصناعية المندمجة من الجيل الجديد التي تستهدف قطاعات الصناعة، لاسيما تجهيز السيارات، والأنشطة الموازية، واللوجستيك الصناعي، إلى جانب الخدمات الداعمة للصناعة (الصيانة، مكاتب الدراسات، ومراكز الأعمال … إلخ).
ومحطة “أتلانتيك فري زون”، التي تمتد على مساحة إجمالية قدرها 345 هكتار، منها 192 هكتار تمت تهيئتها في إطار الشطر الأول بغلاف مالي قدره 580 مليون درهم، تشتمل حاليا على 20 مشروع تم تسويقها و8 وحدات تزاول أنشطتها. وتختص هذه الوحدات من مختلف الجنسيات (اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، تونس والنمسا) في قطاعات صناعة السيارات (إنتاج الواجهات الزجاجية للسيارات، المكونات البلاستيكية، تصنيع وتركيب الخيوط والألياف الكهربائية)، والصناعة الحديدية والبلاستيكية.
وتمنح “أتلانتيك فري زون”، التي تشتمل على منطقة حرة مساحتها 112 هكتار ومنطقة أخرى من 80 هكتار، للمقاولات التي تستقر بها، تحفيزات ضريبية وجمركية جذابة. كما تضع رهن إشارة المستثمرين قطعا أرضية مجهزة، ووحدات قابلة للاستغلال، ومكاتب، ومنطقة لوجستيكية وأخرى إدارية، وتجهيزات عمومية وأخرى للقرب والتجارة والخدمات.
كما يشتمل مشروع منطقة “أتلانتيك فري زون”، الذي تشرف عليه مؤسسة “ميد زيد” فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، على حظيرة شمسية بطاقة إنتاجية يتوقع أن تناهز 418ر3 جيكا وات ساعة/ سنة. وسيمكن هذا المشروع الرائد (32 مليون درهم) من تزويد المصانع الموجودة داخل المنطقة بالكهرباء اعتمادا على الطاقة الخضراء.
يشار إلى أنه سيتم إطلاق الشطر الثاني ل “أتلانتيك فري زون”، بمجرد تسويق 70 بالمائة من الشطر الأول.