قالت رئيسة حكومة جهة الأندلس السيدة سوزانا دياز، مساء أمس الجمعة بإشبيلية، إن المغرب يشكل “أرضية وفضاء للأعمال” بالنسبة للمقاولات الأندلسية و”حليف استراتيجي” لتنفيذ مشاريع مشتركة.
وأوضحت السيدة سوزانا دياز، في كلمة في التقديم الرسمي بمقر الحكومة الأندلسية، للمنتدى الاقتصادي والمقاولاتي المغربي الأندلسي الذي سيلتئم اليوم السبت بإشبيلية (جنوب إسبانيا)، أن “المغرب يشكل بالنسبة لحكومة جهة الأندلس أرضية للأعمال مفيدة للطرفين بالنظر لطبيعة تكامل اقتصادينا”.
وأضافت أنه، إلى جانب ذلك، فإن المملكة المغربية، “بلد مجاور تربطنا به علاقات عاطفية قوية”، ويشكل “شريكا وحليفا استراتيجيا لتنفيذ مشاريع مشتركة”، مذكرة بزيارتها الأخيرة للمغرب في شتنبر الماضي، التي حظيت خلالها باستقبال الملك محمد السادس.
وأبرزت رئيسة حكومة الأندلس، أمام وفد مهم من رجال الأعمال المغاربة بقيادة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بن صالح شقرون، تكامل الاقتصادين المغربي والأندلسي، مذكرة بأن أزيد من 3500 مقاولة بهذه الجهة جنوب إسبانيا صدرت منتجاتها للمغرب في 2014.
وبعد أن دعت إلى انتهاز الفرص التي تتيحها السوقين في جميع القطاعات تقريبا، قالت السيدة سوزانا دياز إن المنتدى الاقتصادي والمقاولاتي المغربي الأندلسي، الذي ستليه في الأشهر القادمة لقاءات قطاعية، يشكل فرصة جيدة لإبراز سبل تعزيز التعاون بهدف المضي قدما في هذه الشراكة المتنوعة.
من جهته، قال سفير المغرب بإسبانيا السيد محمد فاضل بنيعيش، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء الاقتصادي، الذي سيجمع أزيد من 150 من رجال الأعمال، يندرج في إطار “دينامية شاملة للتقارب” بين المغرب والأندلس، تشكل أيضا نموذجا ل”علاقة الشراكة الفعالة” القائمة بين المغرب وإسبانيا بشكل عام. وأضاف السفير أن “رجال الأعمال مدعوون للعب دور كامل من أجل توطيد وتعزيز هذه الشراكة (…) وبناء تعاون لامركزي يتجدد بشكل دائم”، مؤكدا على أن النظام السياسي الإسباني والتزام المغرب لفائدة جهوية متقدمة “عاملان أساسيان” للمضي قدما في هذا التعاون اللامركزي.
وأشار السيد فاضل بنيعيش، في هذا الصدد، إلى أن الأندلس، ومنذ سنة 2013، أضحت أول جهة إسبانية من حيث الصادرات إلى المغرب، داعيا الى مضاعفة الجهود من أجل “فتح فرص جديدة لاستغلال أقصى ما يمكن من الإمكانات التي يزخر بها المغرب والأندلس”.
ومن أجل تطوير هذه الشراكة أكثر، دعا السيد فاضل بنيعيش إلى تعاون ثلاثي المغرب وإسبانيا وإفريقيا بالنظر ل”خبرة ومعرفة المغرب بالسوق الأفريقية”، مشيرا إلى أن المملكة يمكن أن تصبح “أرضية” للمقاولات الإسبانية في إفريقيا.
وبدورها، أبرزت السيدة مريم بن صالح شقرون أن رجال الأعمال المغاربة “معبؤون بقوة” من أجل تطوير الدينامية التي يعرفها التعاون المغربي الأندلسي حاليا، مبرزة “التاريخ المشترك والقرب الجغرافي” بين الجانبين.
وأوضحت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن المنتدى الاقتصادي والمقاولاتي المغربي الأندلسي سيشكل فرصة لمناقشة ليس فقط إمكانات التعاون في القطاعات التقليدية، ولكن خصوصا في القطاعات الجديدة. وأضافت أن “الأندلس شريك مفضل لعدة أسباب”، مبرزة أن عددا كبيرا من المغاربة يطورون أنشطتهم بهذه الجهة التي تعتبر، بحسب السيدة بن صالح، “الثانية من حيث الدينامية الاقتصادية بإسبانيا”.
وأعربت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب عن الرغبة في رؤية رجال أعمال مغاربة وأندلسيين يتقدمون خلال هذا الاجتماع بمشاريع تعاون ملموسة بغية تعزيز الدينامية الاقتصادية التي أطلقت بين الطرفين.
ويروم هذا اللقاء، الذي ينظم بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وحكومة جهة الأندلس عن طريق الوكالة الأندلسية للترويج الخارجي، الارتقاء بالعلاقات التجارية بين الجانبين، وكذا استكشاف إمكانات الاستثمار بين المغرب وهذه الجهة.
كما تروم هذه التظاهرة الاقتصادية إطلاع رجال الإعمال الأندلسيين على عروض الاستثمار التي توفرها مختلف قطاعات الاقتصاد المغربي، ومزايا انفتاح النسيج المقاولاتي المغربي على السوق الإفريقية.
ويتضمن برنامج هذا الحدث الاقتصادي تقديم عروض حول فرص الأعمال بالمغرب، لاسيما في القطاعات التي تهم المقاولات الأندلسية، إلى جانب لقاءات ثنائية بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الأندلسيين.