تزداد أوضاع المغربيات العالقات بمخيم “الهول” شمال شرقي سوريا سوءًا يوماً عن يوم؛ وسط مطالب حقوقية بترحيل المغربيات وأطفالهن.
ويوجد داخل هذا المخيم الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، العشرات من المغربيات من زوجات مقاتلين سابقين في “داعش”.
وضع مأساوي
وحسب معطيات توصل إليها موقع “مشاهد24” من داخل مخيم “الهول”، تعيش المغربيات وضعاً صعباً بسبب مضايقات قوات “قسد” وانعدام أبسط ظروف الحياة اليومية.
وتحكي سيدة مغربية محتجزة بمخيم الهول في حديثها مع “مشاهد24” عبر “واتساب”، معاناتها داخل المخيم، مؤكدة أن الأوضاع تدهورت في الآونة الأخيرة نحو “الأسوأ”.
وقالت بنبرة حزينة: “حياتنا لا تشبه باقي البشر.. نحن نعيش في جحيم مستمر صحبة أطفالنا داخل خيام ممزقة، والبؤس يحيط بنا من كل ناحية”، مشيرة إلى أنها تتعرض للضرب والإهانة من طرف قوات “قسد” على غرار باقي النساء والأطفال.
واستطردت: “العالم يتفرج علينا ونحن نتعرض للتنكيل، وأطفالنا ينعتون بالمقاتلين رغم أنهم لم يحملوا السلاح”. على حد تعبيرها.
وأردفت “بمجرد أن يبلغ هؤلاء الأطفال سن الـ12 يُلزم عليهم الالتحاق بالجهة العسكرية، وإن رفضوا ذلك يُزج بهم في السجون”.
ودعت هذه السيدة (رفضت ذكر اسمها)، سلطات بلادها إلى التدخل بسرعة لإنقاذ المغربيات من هذا “الجحيم”.
وزادت “للأسف ملفنا يسير ببطء شديد، ولم نلمس أي جديد يذكر”. مؤكدة رغبتها في العودة إلى أرض الوطن للعيش بكرامة صحبة أطفالها.
وأكدت المتحدثة، أن “بعض الأطفال المغاربة بالمخيم يدرسون في مناهج تعليمية مغربية يتم تحميلها عبر الأنترنيت، حيث يأملون عند ترحيلهم إلى بلادهم أن يتم إدماجهم بسهولة مع تلاميذ المؤسسات المغربية”. مشيرة إلى أن أحلام هؤلاء الأبرياء “كبيرة ويريدون تحقيقها في وطنهم”.
تحركات حقوقية
وكان مجلس النواب، قام بتشكيل لجنة لإجراء “مهمة استطلاعية” من أجل الوقوف على أوضاع النساء والأطفال المغاربة العالقين في سوريا والعراق.
وطالب حزب “الأصالة والمعاصرة” – الذي تقدم بطلب إنشاء اللجنة – حينها، بحماية النساء والأطفال، بنقلهم من السجون والمعتقلات السورية والعراقية إلى أرض الوطن.
وانتقدت مصادر من “التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق”، في تصريحات لـ”مشاهد24” تهاون اللجنة المذكورة في أداء مهامها، حيث لم تشكل فيما بعد لجنة للمتابعة وتنفيذ التوصيات المتفق عليها.
والتقت هذه اللجنة بوزراء كثر، وبأعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبمجموعة من الوجوه الحقوقية قصد حلحلة الملف.
وبحسب مصادرنا، فقد راسلت التنسيقية وزارة الخارجية وأيضا الديوان الملكي لإنهاء أزمة المغربيات العالقات وأطفالهن بمخيم “الهول”.
من جهته، قال عبد العزيز البقالي، مدير التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، إن وضعية المغربيات العالقات في مخيم “الهول” كارثية، مشدداً على أنه لا توجد إلى حدود الساعة أي بوادر لحل الملف.
وأضاف البقالي في تصريح لـ”مشاهد24″ أن تنسيقيته راسلت وزير العدل عبد اللطيف وهبي لاطلاعه على آخر التطورات، ومطالبته بالتحرك لحلحلة الملف، كما راسلت التنسيقية رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش، لشرح الوضع والبحث عن الحلول تضمن حقوق هذه الفئة.
ودعا البقالي، المجتمع المدني والجهات الرسمية إلى التحرك بأقصى سرعة لإعادة النساء والأطفال المحتجزين بظروف مزرية في مخيم “الهول”. مؤكداً أن النساء والأطفال العالقين هناك سافرن برفقة أزواجهن وليس للمشاركة في القتال.
وأكد مدير التنسيقية أن عودة المغربيات إلى أرض الوطن لا تشكل خطورة على أمن البلاد، بل ستطوي الملف بشكل نهائي.
وكانت “التنسيقية الوطنية لعائلات المعتقلين والمحتجزين المغاربة في سوريا والعراق”، قد أكدت في وقت سابق، وجود 276 امرأة وطفلا حاملين للجنسية المغربية رهن الاحتجاز في مخيمات واقعة شمال شرق سوريا.