تدخل راشد الغنوشي هذا الأسبوع في محاولة لتقريب الرؤى بين حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وبين حزب السعادة، الحزبان اللذان يرجع تأسيسهما إلى السياسي نجم الدين أربكان، الحزبان عرفا تأزما في العلاقة بينهما في المدة الأخيرة واشتد الصراع بينهما إللى درجة تبادل اتهامات محرجة، خصوصا بعد تفجير فضيحة الاختلاسات المالية التي عرفتها حكومة طيب رجب أردووغان.
تدخل الغنوشي من شأنه الدفع لإنقاذ سمعة وجود الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، الذي تقلد في السنوات الأخيرة مشعل تحقيق أحلام الشعوب العربية والإسلامية، وتمر مصداقية شعاراته من محك التجربة.
يذكر أن الغنوشي زار أيضا الدوحة في نفس الأسبوع ولنفس المساعي كما ذكر لمجلة “ليدرز” الفرنسية بطلب من عزام الأحمد القيادي في حركة فتح بغرض التوسط بين الفصائل الفلسطينية، وأنه قبل المهمة، وقام بجملة اتصالات بدأها برئيس المكتب السياسي لحماس.
وذكر الغنوشي في حواره أن نجاح النموذج التونسي للتوافق والحوار الوطني سمح لمجموعة من البلدان لتبني نفس النهج، وهو ما يقام الآن في السودان من حوار وطني بين المؤتمر الشعبي المعارض برئاسة حسن الترابي، والمؤتمر الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس السوداني حسن البشير.