وجه الفقيد الأستاذ عبد الله بها، نصائح جامعة غالية خلال آخر لقاء له في فضاء عام، وذلك بمدينة الدار البيضاء في الثاني والعشرين من يونيو الماضي، إبان مشاركته في الدورة العادية للمجلس الجهوي ل”العدالة والتنمية”، بمعية صديقه الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، وتحدث فيها عن فقه وفلسفة الإصلاح بمنطق حكيم وواضح كعادته، حيث أعاد التأكيد أن” ما يميز ممارساتنا هو أن نكون صادقين، صادقين في نياتنا ومقاصدنا وأقوالنا وأفعالنا، والمسألة الثانية هي الصبر، والمسألة الثالثة هي أن نكون معقولين، والمسألة الرابعة هي التدرج.”
وأضاف الراحل رحمة الله عليه، وفق مانشره الموقع الاليكتروني لحزبه، أن الإصلاح يتميز بأمرين أساسيين، أولا “ليس هناك اصلاح يمر بسهولة، ومن يتوهم هذا فعليه أن يراجع أفكاره، لأنه لو كان هناك أحد يتصور أن يتم هذا بسهولة ويسر، كان ذلك من نصيب الأنباء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وراجعوا سيرهم لتروا كم عانو رغم كمال عقلهم وحكمتهم وتأييد الوحي لهم، لكن هذه سنة الله في الخلق، ولولا هذه الصعوبات والمقاومات التي نواجهها لشككنا في أنفسنا، لأنه إما أن الفساد الموجود في أذهاننا ليس له وجود واقعي، أو أن ما نقوم به لا يصل إلى أي شيء، لكن حين تصلح ستواجه بالمقاومة ومقاومة شرسة، ويجب أن تكون قادرا على الصبر والاستمرار”.
ثانيا أن “الإصلاح تدريجي، إذ لا يمكن أبدا بين عشية وضحاها أن تصلح كل شيء، لأنه لو كان من يقدر على ذلك لكان هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ستلاحظون أن هناك أمورا كثيرة وقعت في زمن الرسالة بالتدريج، وهناك أمور لم تفعل في زمن الرسالة، منها مثلا القضاء على الرق وهناك أمور تغيرت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كالشورى وقضية المرأة”.
وأكد للحاضرين أن “الصيغة التي اختارها الحزب للإصلاح هي أصعب صيغة، وهي الاصلاح في زمن الاستقرار، فالبنيات الموجودة يجب أن نحافظ عليها ونحاول اصلاحها تدريجيا، إذ لا يوجد اصلاح بين عشية وضحاها، وعلى الكل أن يساهم لا أن يقع في الإنتظارية، عبر العمل الجماعي المشترك بين الجميع.
أما مسألة محاربة الفساد والاستبداد، نحن في الحزب نعمل بطريقة مؤسسية، الأعضاء بالحزب عليهم الخضوع لمؤسسات الحزب، مهما كان اجتهاده الخاص، فالمؤسسة تناقش الملفات المطروحة وتقدرها وتقيمها وتحدد شكل التعامل معها، تقديما وتأخيرا وعلى أي مستوى، وإلا وقعنا في الفوضى والتناقضات، نحن حزب مؤسسات يجب أن نشتغل في إطار المؤسسات”.