أخيرا خلع المشير عبدالفتاح السيسى بدلته العسكرية وأعلن عزمه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وقدم افكارا مبدئية فى كلمته المسجلة مساء الاربعاء الماضى.
يراهن السيسى فى حملته الانتخابية على اطلاق واستثارة همم المصريين للخروج من المشكلة الاقتصادية والاجتماعية التى يراها غاية فى الصعوبة لكنها ليست مستحيلة.
قبل اسابيع قليلة قابلت المشير عبدالفتاح السيسى مع مجموعة من الصحفيين والكتاب فى الكلية الحربية عقب كلمته احتفالا بانتهاء فترة التدريب للكليات العسكرية. خلال اللقاء تحدث الرجل عن طبيعة وتفاصيل المشكلة الاقتصادية وكان واضحا انه ملم تماما بالملف ولديه آخر الارقام.
بعض الزملاء قال ان المشير كبر سنوات منذ ٣٠ يونيو الماضى. واذا صح هذا الاستنتاج فإن حقيقة الازمة الشاملة التى نعيشها ربما تكون السبب فى ذلك.
الرجل قال بوضوح يومها انه لا يوجد شخص واحد فى مصر قادر بمفرده على حل المشكلة التى تحتاج جهد وتضحية الجميع. اذن الرجل يقول لمن يعتقد انه يملك عصا سحرية لحل كل المشاكل ان الامر ليس صحيحا.
المشكلة ان الكثيرين من انصار السيسى لديهم يقين انه يملك عصا سحرية وان كل مشاكل مصر سوف تختفى فى اللحظة التى سيفوز فيها بالمنصب الأرفع فى مصر. وربما تكون تلك هى اكبر المشاكل التى تواجه السيسى وليس جماعة الاخوان وانصارها.
كيف يستطيع السيسى ان يقنع انصاره ومعهم بقية الشعب انه انسان طبيعى وليس سوبرمان يحقق المعجزات؟.
كيف يستطيع السيسى ومساعدوه وكبار مخططى حملته ان يخفضوا سقف طموحات الناس وان الازمة الاقتصادية سوف تتفاقم لو لم نبادر فورا بإعادة النظر فى الكثير مما نعتقد انه بديهيات؟.
بطبيعة الحال سوف يتقدم السيسى ببرنامج انتخابى طموح يتوجه بالاساس إلى محدودى الدخل لكن ربما كان مهما جدا ان يتنبه الرجل ومساعدوه إلى نقطة جوهرية وهى الا يسرفوا فى تقديم الوعود الانخابية البراقة لأن الثمن سيكون فادحا حال عدم القدرة على تنفيذها وفى هذا الصدد لن ننسى لفترة طويلة ما حدث لمحمد مرسى وجماعته بعد وعود المائة يوم وانه سيقضى خلالها على خمس مشاكل اساسية وبالطبع نعرف جميعا ما حدث بعدها.
الافضل للسيسى ولمصر ان يقول للناس اننى سأبنى مائة الف شقة فى السنة بدلا من اعدهم بأننى سأبنى مليون شقة.
لاننى لو لم اتمكن من بناء ما اتفقت عليه سيكون الاحباط كبيرا ومأساويا وعندما ابنى شقة واحد زيادة عما وعدت سوف يرفعنى الجميع على الاعناق.
المصريون لا يتحملون الآن أى إخلاف للوعود لكنهم مستعدون لتحمل أى شىء عندما يصلون إلى قناعة بأن من يحكمهم صادق ويريد ان يجعل حياتهم افضل.
اتمنى النجاح والتوفيق لكل المرشحين الجادين واستعطفهم وابوس ايديهم الا يخدعوا الشعب بأى وعود براقة وان يتحدثوا فقط عما يستطيعون تحقيقه.
“الشروق” المصرية
اقرأ أيضا
بيئة عمل أم سجن؟ شركة تمنع موظفيها من استخدام الهواتف والحمامات!
اشتكى موظف هندي من بيئة العمل السامة التي يعمل بها في شركته وشبّهها بظروف السجن، …
خبير لـ”مشاهد24″: قرار بنما يُشكل انهياراً دبلوماسياً عميقاً للدبلوماسية الجزائرية
التحقت بنما بركب الدول التي قررت تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على النظام العسكري الجزائري.
الصحراء المغربية.. الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وموثوق به وواقعي
جددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، اليوم الجمعة بالرباط، تأكيد دعم …