ليبيا فوق الجميع..

هل يكفى فقط ان نتأسف ونحزن عند قراءة أو سماع اخبار الاقتتال بين الليبيين الذي يحصد الأرواح ويخلف وراءه الجرحى، ومئات الامهات الثكالى والزوجات النائحات …والاخوة والاخوات الحزانى، في مشهد إن دل على شيئ فإنما يُدل على مدى االأستهانة بالليبيين ودمائهم من الذين يقدمونهم قربانا في سبيل فرض سلطتهم على الناس عنوة.
ولكن الدم سيتبعه دم، و دائرة العنف التي بدأت، لن تتوقف وستطال كل واحد منا، فالعنف أصبح يهدد الجميع دون استثناء، ولم يعد هناك أحد بمنأى عنه.
يقترب نهر الدم من كل واحد منا يوما بعد يوم، سنسمع فى البداية عن مقتل جار لنا ثم صديق ثم قريب، وفجأة سننهار حين يسقط ابنا أو شقيقا أو قريب بلا ذنب اقترف وبلا سبب وبلا هدف، لأن العنف لن يفرق بين الناس، والحرب المجنونة لا يعنيها إلا فعل القتل.
وحين يحترق قلبك على ولدك تذكَّر أنك كنت شريكا فى قتله بصمْتك، وتشجيعك،و لن تشفع لك دموعك ولن يفارقك الإحساس بالذنب ما حييت ولن تنجو من تأنيب الضمير ووحشة االروح وكيف تنجو وأنت كنت مشاركا في موته.
صمتك وسكوتك وخنوعك لن ينقذك من مصير كل هؤلاء الذين سبقوك الى المقابر.
لا تبحث الآن عن متهم سواك فأنت وأنا والآخرون، مسؤولون وإن اختلفت درجات المسؤولية، لأننا سمحنا بأن الوطن بركة دماء.
إذا أردت أن تمنع الجريمة، حدد خيارك الآن مما يجرى حولك، ولتكن مصلحة ليبيا فقط فوق كل اعتبار.
“الوطن” الليبية

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *