يعد فقر الدم من أبرز الأمراض التي قد تصيب المرأة أثناء فترة حملها وأكثرها شيوعاً، ويتم التشخيص بإجراء تحليل الدم المعروف بتعداد الدم الكامل، وتتراوح نسبة النساء اللواتي يعانين من فقر الدم أثناء الحمل ما بين 20 و 30٪.
وتختلف أعراض فقر الدم “الأنيميا” أثناء الحمل من إمرأة لأخرى، فمنهن من لا تشعر بأية أعراض، ومنهن من تبدأ شكواها بالشعور بالتعب والإجهاد والصداع المستمر، ومع زيادة حدة فقر الدم تتطور الشكوى لضيق في التنفس مع سرعة في ضربات القلب وآلام بالصدر وشحوب حاد بالوجه.
علماً بأن حدوث الأنيميا لدى السيدة الحامل يزيد من احتمالات المضاعفات الجانبية كحدوث نزيف أو عدوى ميكروبية، ويكمن الخطر على الجنين في قلة كمية الأوكسجين المحمول على كريات الدم الحمراء للأم والمنقول عبر المشيمة للجنين مما يسبب بطء في النمو أو توقفه وبالتالي وفاة الجنين.
ويرجع سبب الاصابة بفقر الدم إلى:
– زيادة حجم البلازما في الدم أثناء فترة الحمل، كما تزداد كمية كريات الدم الحمراء، إلا أن حجم البلازما يزداد أكثر من كريات الدم الحمراء مما يخل بالتوازن بينهما، وغالباً لايؤدي هذا الأمر وحده لفقر الدم، وإذا ما وُجد فقر الدم فعادة ما يكون عديم الأعراض والمضاعفات ويسمى النقص الفسيولوجي أثناء الحمل.
-نقص عنصر الحديد : وهو أبرز الأسباب المؤدية لفقر الدم أثناء الحمل ويشكل معظم الحالات بحوالي 95٪ وذلك بسبب الاحتياج الزائد للحديد خلال الحمل. ويعد الحديد عنصر هام لإنتاج الهيموجلوبين، وتوجد ثلثي كمية الحديد في جسم المرأة الحامل داخل خلايا الدم الحمراء، وربع كمية الحديد مخزنة داخل بروتين يسمى الفيريتين لتخزين الحديد بالأعضاء مثل الكبد، أما باقي الحديد فموجود في العضلات والأنزيمات.
– نقص حمض الفوليك اللازم لامتصاص الحديد ونقص فيتامين ب 12.
– فقر الدم المنجلي والثلاسيميا وهما أحد أمراض الدم الوراثية الحميدة.
– فقر الدم الناتج عن تعاطي بعض الأدوية كالمضادات الحيوية.
– تكسير الدم المزمن وبعض الأمراض كسرطان الدم ونزيف الجهاز الهضمي أو وجود تسمم مزمن بالرصاص، وتلك الأمراض المزمنة نادرة الحدوث ولكن في حال وجودها فإن مضاعفاتها خطيرة للغاية.
ويُعد فقر الدم “ الأنيميا “ أثناء الحمل من الأمراض سهلة العلاج ولكن المشكلة أن الإصابة بفقر الدم أثناء الحمل يجعل اختيار العلاج الذي يمكن استخدامه محدود نوعاً ما.
ويمكن لتغيرات بسيطة في النظام الغذائي أن يكون لها أثر كبير في العلاج وحتى في الوقاية من مرض فقر الدم أثناء الحمل، فعلى الحامل أن تهتم بتناول الأغذية الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والحبوب مثل الفول، والفواكه مثل البرقوق والخوخ، وبما أن أنيميا نقص الحديد هي الأكثر شيوعاً أثناء الحمل لذا فإن العلاج الأول يتضمن إضافة الحديد أثناء الحمل، إما عن طريق الغذاء أو أخذ أقراص الحديد ابتداءً من الثلث الثاني للحمل، حيث لا توجد حاجة ملحة لمكملات الحديد في النصف الأول من الحمل لأن الطلب مازال منخفضاً، ويمكن تناول المكملات عدة مرات في اليوم وهذا الأمر يعتبر آمناً خلال الحمل لأن الآثار الجانبية الناتجة عن مكملات الحديد لا تزيد عن الشعور ببعض الغثيان والإمساك وتغير في لون البراز، ويتحقق الامتصاص الأمثل للحديد عند تناوله قبل وجبة الطعام بنصف ساعة على الأقل،
ومن ناحية أخرى فإن تناوله قبل النوم يقلل من الآثار الجانبية السابق ذكرها.
وفي حال كان النظام الغذائي للحامل يفتقر لوجود عنصر الحديد والفيتامينات الضرورية أو أن يكون معتمداً على النظام النباتي، عندئذ سيصف الطبيب حبوب الحديد مع أهمية الخضوع للمراقبة الطبية المستمرة، وترتفع جودة امتصاص الحديد من الأمعاء عند إضافة عصير الحمضيات الذي يحتوي على فيتامين ج،
ومن أسباب فقر الدم نقص مجموعة من الفيتامينات والمعادن كحمض الفوليك : وهو فيتامين ضروري لعلمية انتاج خلايا الدم الحمراء، ويتوفر في الخضروات والكبد والفستق والفول السوداني، وتزداد الحاجة لهذا الحمض أثناء فترة الحمل حيث ينخفض امتصاصه من الأمعاء لأسباب عديدة، ويفضل البدء في تناوله قبل ثلاثة أشهر من الحمل، لأن وجوده بنسبة عالية يخفف من حدوث تشوهات في الجنين كتشوهات الجهاز العصبي المركزي.
وللوقاية فإن اتباع نظام غذائي متوازن قبل وأثناء الحمل يساعد على منع وتجنب فقر الدم كما يساعد على تعبئة المخزون اللازم لمعدل الحديد في الجسم.