بات كل شيء في موريتانيا موجها إلى غزة لمؤازرة صمودها ومواساة جرحاها والتغني بأمجاد شهدائها وانتقاد خاذليها من ذوي القربى، فلا صلاة إلا من أجل غزة، ولا صيام إلا من أجل أن تنتصر إرادة غزة، ولا دعاء إلا على إسرائيل لتزول وتندحر وتهزم حسب تقرير نشرته صحيفة القدس العربي.
وكان النشاط الأبرز الذي تواصل أمس في هذا النطاق، هو حملة التبرع المفتوحة التي تنظمها قناة «المرابطون» الفضائية المستقلة بالتعاون مع الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني والتي شهدت إقبالا غير مسبوق من الشعب الموريتاني بمختلف شرائحه وتوجهاته.
وقد تزاحم المتبرعون من مختلف الأوساط والأعمار على مقر القناة ومكتب الرباط الوطني على مدار ساعات ليلة الثلاثاء، حاملين معهم تبرعاتهم لأهل غزة المنكوبة بفعل العدوان الصهيوني الآثم.
وأبدعت نساء موريتانيا في المجال حيث تبرعن بما خف حمله وغلا ثمنه فقدمن تبرعات لغزة شملت الأساور وخواتم الذهب والحلي الثمينة والملابس الغالية وأدوات الزينة الفاخرة، حسب مصادر الحملة.
وكان لأطفال موريتانيا حضور كبير حيث تبرعوا بالأموال والهواتف الذكية والألعاب، وفقا لما أكده لـ»القدس العربي» أحد القائمين على الحملة.
وتصدر الناشط السياسي المعارض مصطفى ولد الشافعي قائمة المتبرعين الاثنين التي كانت تذاع على الهواء، حيث تبرع بعشرة ملايين أوقية (حوالى 34 ألف دولار)، كما تبرع العلامة الموريتاني البارز الشيخ محمد الحسن الددو بمليون أوقية، إلى جانب تبرعات مهمة أخرى لساسة وشعراء وقادة رأي.
وهب منتدى العلماء والأئمة في موريتانيا منظما ندوات دعاء وابتهال لصالح غزة حيث أكد الشيخ محمد الأمين ولد الحسن رئيس المنتدى «أن قطاع غزة يمثل اليوم تجسيدا لغزة بدر الكبرى، حيث أن أهالي القطاع وهم مجموعة قليلة من المؤمنين تواجه خامس قوة عالمية متجبرة ومستكبرة، فيما يتخاذل جيرانهم عن نصرتهم».
وقال في ندوة بمناسبة ذكرى غزة بدر الكبرى «ان المجاهدين في قطاع غزة يجسدون اليوم في صبرهم وتضحيتهم وجهادهم، موقف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في مواجهة كفار قريش وجبابرتها في مثل هذا اليوم؛ أي 17 رمضان في الشهر الثامن عشر لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة».
وترك المدونون الموريتانيون انشغالهم بقضايا الصوم وبالسياسة وحولوا تدويناتهم وتغريداتهم إلى رصاصات موجهة للعدو وإلى دموع تغسل شهداء غزة وإلى أحضان تضم المصابين وتواسي الجرحى.