أسماء عديدة طفت على سطح المشهد السياسي التونسي فور سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي لعل من أبرزها آمنة منصور القروي المرأة التي رشحت نفسها للانتخابات الرئاسية، لتكون بذلك أول امرأة في تاريخ تونس القديم والحديث ترشح نفسها لكرسي الرئاسة. وهي تقول إن وجود المرأة في الحقل السياسي ضروري كي يقطع مع عقلية انفراد الرجل بهذا المجال، كما أنها تؤمن بأن قدرات المرأة لا حدود لها.
مع آمنة منصور القروي كان هذا الحوار نشرته مجلة “لها” النسائية:
– أنت أول امرأة في تاريخ تونس تعتزم ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية. فما هي خططك ومشاريعك لخوض الانتخابات المقبلة؟
أعلنت نيتي للترشح لرئاسة الجمهورية من منطلق تشبث أعضاء الحركة الديموقراطية للإصلاح والبناء وكل المتعاطفين معنا بترشيحي، وإيماني الراسخ بضرورة كسر الحاجز النفسي للمرأة لتكون في سلطة القرار. أما عن الخطط والبرامج فنحن في الحركة ننكب على صوغ برنامج يستجيب لكل المشاغل وكل الفئات.
– كيف تتوقعين أن تستقبلك الأوساط السياسية والاجتماعية التونسية والعربية في حال فوزك برئاسة تونس؟
كانت تونس سباقة في العالم العربي من حيث النهوض بمكانة المرأة في المجتمع والذي دعمته مجلة الأحوال الشخصية، ولا تزال تحقق نجاحات باهرة في كل المجالات بشكل يجعل من فوز امرأة برئاسة تونس إنصافاً للمرأة التونسية وإعلاء لرايتها بين الأمم وفخراً لكل نساء تونس والعالم العربي.
– هل يمكن عقلية الرجل التونسي أن تتقبّل ان تكون رئيسة الجمهورية التونسية امرأة؟
إذا سلمنا بأن المجتمع الشرقي بخصوصيته تلك تسوده هيمنة ذكورية ضاربة في التاريخ فإن حظوظ المرأة متباينة في هذا الكيان. وبفضل النضالات الممتدة في تونس لمصلحين آمنوا بقدرات المرأة، فإن وجود المرأة كشريك فاعل الى جانب الرجل في كل مجالات الحياة أصبح حقيقة.
– ما هي أبرز النقاط التي ستقودين بها حملتك الانتخابية؟
مثلما أشرت لك في البداية، فإننا لسنا بصدد الانكباب فقط على الحملة الانتخابية في صلب الحزب بل إعداد برامج وتصورات وذلك منذ تأسيس الحركة في 3 أيار/مايو 2011، وهي التي ستحدد خياراتنا العامة في حملتنا الانتخابية.
– هل تتوقعين الفوز في بلد انتخب من قبل حزب النهضة الإسلامي؟
إذا عدنا إلى انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2011 والنسب التي أفرزتها ينتفي ما ذهبت إليه من إيجاد علاقة بين ما بات يعرف بالإسلام السياسي ووجود المرأة في الحكم. وبالرجوع إلى ما لمسته في الشارع فان حظوظ الفوز هي واحدة لجميع المرشحين.
– ما هي السلبيات الموجودة في تونس والتي سيكون الخوض فيها من أولوياتك إذا فزت برئاسة تونس؟
استرجاع التونسي لثقته بنفسه وبحكومته من خلال برنامج شامل ودقيق لكل الفئات والمواطنين، ومن خلال المتابعة اليومية فإن الملفات المطروحة عديدة نعتبرها كلها ذات أولوية: الصحة، الأمن، الملفات الاجتماعية، الملفات الاقتصادية، الديموقراطية التشاركية، ومشاركة الشباب والمرأة في القرار.
– ينظم حزبك «الحركة الديموقراطية للإصلاح والبناء» مؤتمر إصلاح المنظومة التربوية، فما هي تطلعاتك لهذا المؤتمر؟ وما هو تقويمك للمنظومة التعليمية والتربوية في تونس؟
بحكم إدارتي لمؤسسة تربوية في تونس لمست عن قرب الحاجة الماسة إلى وضع موضوع إصلاح المنظومة التربوية موضع النقاش. ونرى ان التعليم في تونس مر بتجارب عديدة في الإصلاح كانت مرتجلة وأثرت تأثيراً كبيراً على حال التعليم في تونس.
– عندما نقرأ الصحف اليومية التونسية تطالعنا مثل هذه العناوين: الموظف التونسي من أكسل الموظفين في العالم، 5 في المئة فقط من الموظفين يعملون بضمير،عدد التلاميذ الذين يستهلكون المخدرات في تزايد ملحوظ… كل هذه الاخبار وأكثر كيف ستجابهينها إذا أصبحت المسؤولة الاولى؟
ما ذكرته هو محصلة مسيرة كبيرة من الفساد في تونس والظرف الانتقالي وما شابه من تفاقم للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا كله يجابه بالبرامج الصادقة برأيي.
– هل تخوضين معركة الرئاسة فقط من باب كونك امرأة ام ان طموحاتك الرئاسية أكبر بكثير؟
هو تحدٍ للمرأة في كسر الحاجز النفسي لتكون شريكة فعلية للرجل، لأننا رغم ما تسعى المرأة إلى تحقيقه وما حققته لا نجدها ممثلة تمثيلا ينصفها. كما أنني ومنذ نعومة أظفاري أردت دائماً أن أوصل أفكاري ومواقفي، وطموحات الرئاسة أكثر من ذلك.
– عبت على الرئيس الحالي المنصف المرزوقي تدخله في شؤون البلدان الأخرى وضعف سياسته الخارجية، فما هي إستراتيجيتك لإصلاح بعض العلاقات الدبلوماسية في حال توليك الرئاسة؟
الدبلوماسية هي السياسة الخارجية للدولة وليست أهواء وعواطف ومصالح حزبية ضيقة. والوقت الراهن يفرض علينا تبني سياسة واضحة ومتصالحة مع الجميع.
– لو كنت مكان المرزوقي هل كنت لتبيعي القصور الرئاسية الخاصة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وممتلكاته ام كٌنت ستحتفظين بها إرثاً للدولة فتتحول الى متاحف عامرة بممتلكات العائلة السابقة يزورها القاصي والداني؟
هي ليست ملكا لي كي أبيعها، بل هي ملك حضاري وثقافي لتونس.
– ما هي رسالتك للمرأة العربية؟
أقولها صراحة على المرأة ألا تنتظر من أي كان أن يمنحها حقوقها بل عليها أن تبحث عنها وتأخذها من تلقاء نفسها بالإصرار والمطالبة والإقبال على الحياة السياسية دون خوف أو تردد.
من هي آمنة منصور القروي؟
حائزة شهادة الإجازة في المؤسسات من جامعة فرنسية. تولت عدداً من المناصب، منها:
رئاسة الإدارة العامة لمؤسسة تعليم خاصة.
إدارة مؤسسة استثمار زراعي.
صاحبة مشروع صناعي قيد التنفيذ.
مؤسسة حزب الحركة الديموقراطية للإصلاح والبناء.