وجدت دراسة حديثة أن مرض السكري يستهدف قلوب النساء بشكل خاص، وأن المرأة المصابة بالسكري معرضة بشكل أكبر للإصابة بالأمراض الوعائية القلبية مقارنة بالرجل، وهو ما يستدعي اتباع إجراءات طبية وقائية أكبر تخص المرأة.
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Diabetologia، فإن خطر إصابة المرأة السكرية بالأمراض الوعائية القلبية وبالذبحة الصدرية يزيد عن خطر إصابة الرجل السكري بها بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يدعم نتائج دراسات سابقة وجدت أن المرأة السكرية معرضة للموت نتيجة الأمراض القلبية أكثر من الرجل السكري بنسبة النصف.
ويعتقد الباحثون أن سبب هذا التفاوت يعود لكون المرأة تصاب بالسكري -النمط الثاني وهو الأكثر شيوعاً- في أعمار متأخرة، ويتطور المرض بشكل بطيء جداً، وخلال سنوات طويلة قبل أن يتم تشخيصه، لذا فإن المرأة تبدأ العلاج في عمر متأخر، في حين أن تشخيص السكري يكون عادة في عمر مبكرة عند الرجل.
ودعا الباحثون إلى أن يتنبه الأطباء لهذه الفكرة جيداً، وأن يبدأوا بعلاج المرأة من السكري قبل أن يتطور المرض بشكل كامل، أي في المرحلة “ما قبل السكرية”، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الجسم بمقاومة “الأنسولين”، لكن قياسات مستوى السكر في الدم لا تكون مرتفعة جداً.
وبحسب هذه الفرضية، تبقي المرأة لسنوات طويلة في مرحلة “قبل السكرية”، يقوم خلالها المرض بمهاجمة الأوعية القلبية، ويؤدي لتضيقها بشكل كبير، وحينما يتطور مرض السكري بشكل كامل عند المرأة ويتم تشخيصه تكون هذه الأوعية قد تضيقت بالفعل، ويكون العلاج قد بدأ متأخراً.
وراجعت الدراسة بيانات لحوالي 850 شخصا جمعت في 64 دراسة مختلفة امتدت بين عامي 1966 و2013، ومن النتائج التي وجدوها أن المرأة السكرية تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض وعائية قلبية بنسبة تقترب إلى الثلاثة أضعاف مقارنة بالمرأة غير السكرية، في حين أن الرجل السكري يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوعائية القلبية بنسبة تقترب من الضعفين مقارنة بالرجل غير السكري.