ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن العنصر النسوي في الجزائر كشف عن اطلاعه ومواكبته لآخر مستجدات المنتخب الوطني الجزائري قبل أيام قليلة عن انطلاق نهائيات مونديال البرازيل.
وكشف الاستطلاع الميداني حسب الصحيفة على أن الجنس اللطيف قد أصيب فعلا بـ”أفيون الكرة” الذي لم يقتصر على العنصر الرجالي، الذي كان يحتكر هذه الميزة في وقت سابق، وقد حدث هذا التحوّل بعد مخلفات ملحمة أم درمان 2009 التي تألق فيها أبناء المدرب رابح سعدان أمام المنتخب المصري بفضل القذفة الصاروخية للمدافع عنتر يحيى، وهو الهدف الذي منح التأهل لـ”الخضر” إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة كاملة عن أكبر محفل كروي عالمي، ما خلف احتفالات متميزة في شوارع المدينة مصحوبة بزغاريد النسوة اللاتي واكبن الحدث عن قرب.
وكشفت شريحة هامة من العنصر النسوي على ثقافة كروية مرموقة مصحوبة بمستوى مهم من ناحية التحليل والتنظير والنقد الرياضي أيضا، بناء على طريقة تقييم الخيارات الفنية والخطط المنتهجة من المدربين، كما طغت المصطلحات الرياضية الدقيقة في النقاش لدى الكثير منهن، حيث أرجع البعض منهن ذلك إلى الحديث الدائم حول شؤون الجلد المنفوخ داخل المنزل، وفي أماكن العمل وحتى في المناسبات العائلية، وكذا متابعة مباريات المنتخب الوطني والبطولات الأوربية وبعض مباريات البطولة الوطنية، وهو ما أعطاهن رصيدا مهما من الناحية التاريخية والثقافية واكتساب المصطلحات الكروية الأكثر تداولا.
وإذا كان مساندة العنصر النسوي للمنتخب الوطني قد طغى عليها الطابع العاطفي تحت لواء رفع الراية الوطنية وتشريف الجزائر دون معرفة خبايا الكرة، على غرار ما حدث في مونديال اسبانيا 82 أو في مكسيكو 86، وخلال نهائيات “الكان” 90 التي توّج فيها أبناء كرمالي باللقب الإفريقي الوحيد، والكلام نفسه يقال عن المشاركات المشرفة للأندية الجزائرية على الصعيد الإفريقي والإقليمي، إلا أنه لم يصل في نظر بعض المتتبعين إلى المستوى الذي أصبح يتعامل فيه الجنس اللطيف مع شؤون الكرة ونتائج المباريات التي تعدت معرفة عوامل الفوز وأسباب الخسارة، إضافة إلى معرفة أسماء اللاعبين البارزين في الجزائر والأسماء المتألقة في البطولات الأوربية على غرار الغريمين ميسي ورونالدو اللذان يصنعان الحدث في الدوري الاسباني.
ورغم مرور حوالي 5 سنوات عن ملحمة أم درمان، إلا أن الجنس اللطيف لازال يتذكر باعتزاز الأسماء التي صنعت الحدث آنذاك في مقدمتهم شيخ المدربين رابح سعدان الذي لازال يحتل مكانة كبيرة في قلوب نساء وشابات الجزائر المولعين بشؤون الجلد المنفوخ بفضل حنكته في التدريب وحسه المرهف الذي يجعله يذرف الدموع في كل مرة يسمع النشيد الوطني، والكلام ينطبق على عنتر يحيى، زياني، بلحاج، بوقرة وغيرهم، مثلما يعتزون بالتأهل الثاني على التوالي إلى نهائيات كأس العالم تحت قيادة المدرب خاليلوزيتش، ويطمحون إلى أداء مسيرة مشرفة في مونديال البرازيل شهر جوان المقبل، مؤكدين في الوقت نفسه على وقفتهم الدائمة ومساندتهم المطلقة لـ”الخضر” في المباريات المصيرية خاصة حينما يتعلق الأمر بمنافسة بمستوى كأس العالم.