لايخلو منزل من وجود البصل فيه ولاتحلو كثير من الاكلات الا بوجود البصل.
لقد عرف الفراعنه البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الاهرامات والمعابد واوراق البردي وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم انه يساعد الميت على التنفس عندما تعود اليه الحياة.
وذكر اطباء الفراعنه البصل في قوائم الاغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الاهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول.
وقد قدسه ايضاً اليونانيون ووصفه اطباؤهم لعدة امراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيره منها ان القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس فاذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً. ويروي بعض مؤرخي القارة الامريكية ان الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله واطلقوا عليه اسم “شيكاغو” وسميت مدينة “شيكاغو” باسم البصل، ومعنى شيكاغو: القوة والعظمة.
وقد اشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل، فقالوا ان اكله نيئاً او مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة ويهيج الباه، ويلطف البلغم، ويفتح السدد ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر، وينفع وجع ا لظهر والورك، وماؤه اذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين، واذا قطر في الاذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح.
وذكر عنه داود الانطاكي “انه يفتح السدد ويقوي الشهيه خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان، ويدر البول والحيض ويفتت الحصى”. وقال الرازي “اذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة والبصل المخلل فائق الشهية جداً”. وقال ابن البيطار “البصل فائق لشهية ا لطعام ملطف ومعطس، ملين للبطن، اذا طبخ كان اقدر ادراراً للبول، يزيد في الباه ان اكل البصل مسلوقاً بالماء، والجور المشوي والجبن المقلي تزيل رائحة البصل من الفم.