انتقلت الحرب الكلامية بين الجزائر ومالي إلى أروقة المحافل الأممية، لتؤكد أن العلاقات بين البلدين الجارين تسير نحو نفق مظلم.
ووجه نائب رئيس الحكومة الانتقالية في مالي والمتحدث باسمها، العقيد عبد الله مايغا، قبل أيام، اتهامات غير مسبوقة إلى الجزائر خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال مايغا بلهجة حادّة إن الجزائر “تدعم جماعات إرهابية وتشوش على المنطقة”، متهما إياها بأنها “قاعدة خلفية للإرهابيين الذين ينشرون الدماء في بلاده”.
واستطرد: “إن لم تكن الجزائر تحترم مالي بسبب وقوفها معها في حرب التحرير، ولم تحترم حسن الجوار والجغرافيا المشتركة بين الشعوب، فعليها أن تعلم أن مالي ليست ولاية جزائرية”.
ووفي تعليقه على هذه التصريحات غير المسبوقة، قال عبد الرحمان مكاوي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن تصريحات نائب رئيس الحكومة الانتقالية في مالي والمتحدث باسمها، العقيد عبد الله مايغا، فضحت النظام العسكري الجزائري أمام المنتظم الدولي وأظهرت خطورته على المنطقة برمتها.
وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الحرب الكلامية بين الحكومة الانتقالية في مالي والنظام الجزائري هي مؤشر واضح على تصاعد الأزمة السياسية بين البلدين.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن الاتهامات الموجهة للجزائر تؤكد أن هذه الأخيرة تشهد في المرحلة الراهنة عزلة إقليمية خانقة، وانسداد سياسي داخلي غير مسبوق، لافتاً أن النظام العسكري يصرف بسخاء على الجماعات الإرهابية الموجودة بالحدود الجزائرية التونسية، وأيضاً تلك المتواجدة جنوب ليبيا والنيجر ومالي وحتى موريتانيا.
وزاد قائلا: “سياسية النظام الجزائري أفضت إلى التهاب المنطقة؛ وهذا ما يخدم بشكل غير مباشر مصلحة الجنرالات”. مبرزاً أن النظام الجزائري يستعمل الجماعات الإرهابية كـ”سجل تجاري” لجني الأرباح من خلال تجارة الذهب وتهريب المحروقات والكوكايين.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن الجزائر جسم غريب زُرع في شمال إفريقيا لنشر الفوضى؛ فهو عنصر لا استقرار ولا سلم في المنطقة. وفق تعبيره.
وأشار الخبير العسكري، إلى تهريب المحروقات عن طريق جماعات من جنوب الجزائر وخاصة ولايات إيليزي وجنات وتنزاواتين تمياوين وتمنراست، هذه الأخيرة مقر القيادة العسكرية السادسة والتي تضم أكثر من 60 ألف جندي وتتحكم في حدود شاسعة، مبرزا أن هذه الولايات أصبحت قلاعا للتهريب.
وتوقف الخبير العسكري عند العلاقات بين ميليشيا “البوليساريو” والجماعات الإرهابية والمسلحة، مستحضرا أيضا العلاقات التي تربط المخابرات الجزائرية بـ”جماعة أغ عيادي غالي”.
وأكد مكاوي أن المسؤول المالي لا يتحدث من فراغ، وإنما يتوفر على معطيات دقيقة بشأن تورط النظام الجزائري في إثارة الفتن والمشاكل بالمنطقة.