وصف رجل الأعمال الجزائري الشهير يوسف بعدجة، نظام بلاده بـ”الفاسد”، متهما مخابرات نظام العسكر باختطافه أكثر من مرة ومحاولة تسميمه.
وقال بعدجة (48 سنة)، في حوار مع المجلة الاقتصادية الفرنسية Entreprendre، إنه عمل في مجال التمويل وتجارة السلع لأكثر من 25 سنة، مشيراً إلى أن مصداقيته شجعت البنوك السويسرية والأوروبية بشكل عام على تمويله. إلا أنه في سنة 2010 قرر الذهاب إلى الجزائر للاستثمار في بلده؛ حينها اصطدم مع واقع مرير عنوانه البارز “الفساد”.
وأكد المتحدث، أن الجمارك الجزائرية منعت شركاته السبعة، كما تم حظر حساباته البنكية، وفي نهاية المطاف تم حظر جميع شركاته.
وشدد بعدجة في حواره أن الدافع وراء كل هذا، هو أن لم يحظ بدعم جنرال. ثم استطرد قائلا: “لقد وصلت بالعقلية الأوروبية، وهم لا يقبلون ذلك. أنا أعمل في جميع أنحاء العالم. لم أواجه هذا في أي مكان آخر”. مشدداً على أن الجزائر يحكمها نظام فاسد.
وأكد رجل الأعمال الشهير، أنه فاز بقضيته بعد 5 سنوات، لكنه لم يحصل على أي تعويض. بعد ذلك طُلب منه ترك 50 بالمائة من التعويضات، في المقابل سيتم فتح كل أبواب الاعتمادات والبنوك وغيرها.
وبعد أن رفض هذا العرض – يردف المتحدث – تحوّلت حياته إلى جحيم.
وكشف بعدجة تفاصيل خطيرة بشأن عمليات الاختطاف التي تعرض لها من طرف المخابرات الجزائرية.
وقال: “في المرة الأولى التي خرجت فيها من منزلي. كان 5 أشخاص ينتظرونني بسيارتين، فأخبروني أنهم من المخابرات”.
وزاد وهو يحكي ما جرى بينه وبين الأفراد الخمسة: “نحن المخابرات الجزائرية، تعال معنا!”. فقلت: كيف سأتأكد؟. لقد أظهروا لي جهاز اتصال لاسلكي. قلت إن هذا لا يبرر هويتكم. على الفور أخذوني بالقوة، وغطّوا وجهي واقتادوني إلى ثكنة عسكرية. قضيت 8 ساعات هناك. ثم جعلوني أوقع على ورقة أوافق فيها على عدم التحدث إلى أي شخص، وتم إرجاعي إلى المنزل في الساعة الخامسة صباحًا”.
وبعد شهر واحد، تكرر نفس الأمر. وأضاف موضحاً: “كنت عائداً من العمل. أمام منزلي، 5 أشخاص… عنيفين، أهانوني، غطو رأسي”.
وأكد أنه بعد أن ذهب لتقديم شكاية إلى النيابة، وجد النائب العام خائفا ولم يرغب في تلقيها. “وبعد 3 أسابيع، كنت أحتسي القهوة داخل المقهى.. لقد تسممت قهوتي بسم الفئران، وقضيت بعد ذلك 3 أيام في المستشفى”.
وأضاف: “إنهم جميعا يعملون معا. سيارات الأجرة والفنادق والمقاهي… كلها تعمل مع المخابرات الجزائرية”.
وأكد المتحدث أنه خائف من العودة إلى الجزائر، رغم رفعه شكايات في سويسرا ولاهاي والمحكمة الجزائرية.
ويطالب بعدجة بتحقيق العدالة واسترجاع ممتلكاته.. “لقد تعرضت للسرقة من قبل السلطات الجزائرية. لقد ذهبوا إلى حد تشويه سمعتي في وسائل الإعلام”.